تراجع رئيس وزراء اسرائيل، ايهودا باراك عن تفكيك بعض المستوطنات التي اقامها المستوطنون الاسرائيليون اثر نصيحة روّجها اريل شارون وزير خارجية نتنياهو والتي وصلت الى اكثر من خمسين مستوطنة في غضون عام.
تراجع باراك اعتبرته بعض الوكالات، ونقلته كالببغاوات الصحف العربية انه جاء تحت ضغط المستوطنين، إلا ان الحقيقة التي لا يجب ان تغيب عن العرب جميعا، صحفيين ينقلون ما تبثه الوكالات,, او قراء، بل حتى سميعة أخبار، ان اقامة المستوطنات هي استراتيجية يهودية بنيت عليها دولة اسرائيل ، وبالتالي لايمكن التخلي عنها.
وقد تبرع الخبير الاستراتيجي زئيف شيف بتذكير العرب باستراتيجية اسرائيل الدائمة، وهو تبرع يشكر عليه خاصة ان بعض العرب بحاجة لمن يذكّرهم.
يقول شيف في مقال نشرته صحيفة هاارتس يوم الاثنين الماضي، اي قبل اسبوع تحت عنوان المقعد والمظلة :
إن الطريقة الصحيحة للنظر الى 42 موقعا استيطانيا التي اقيمت في الضفة منذ اتفاق واي يتم من خلال مسح خارطة الضفة كلها وليس من خلال النظر للمواقع منفردة، النظرة العامة تشير الى وجود توجه استراتيجي واضح من وراء احتلال هذه المواقع، وهو منع السلطة الفلسطينية من التمتع بالتواصل الاقليمي المعقول والمقبول في يهودا والسامرة الاسم الذي تطلقه اسرائيل على الضفة الغربية .
وتابعت تقول: ان الهدف ليس كما اوضح المستوطنون، احتلال المزيد من التلال بجانب المستوطنة من اجل منع الفلسطينيين من السيطرة على منطقة المستوطنة او الاطلال على بيوتها،وليس هذا حتى صراع دونم فوق دونم قبل التقسيم الكبير للارض، الامر هو فصل آخر في الخطة الاستراتيجية التي تهدف الى تحويل الدولة الفلسطينية الى دولة جيوب جغرافية، أولئك الذين قرروا خطة المواقع الاستيطانية هذه تشاوروا بلا شك مع اريئيل شارون .
واعتبر شيف انه يحق للفلسطينيين القلق من هذا الفرض المكثف للحقائق في الوقت الذي تجرى فيه المفاوضات بين الطرفين، معتبرا ان هذه المواقع اقيمت على طريقة فرض الحقائق .
واوضح انه فور التوقيع على اتفاق واي عمل المستوطنون في مسارين، على الارض احتلوا بشكل مستقل رؤوس التلال كما اقترح عليهم شارون، وفي المقابل طلبوا من حكومة (بنيامين) نتنياهو التراخيص اللازمة كخطوة ثانية بعد احتلال الموقع, هذه التصاريح والرخص لم تكن كاملة، بل جزئية وبدائية، والحصول على رخصة لتخطيط الموقع كان كافيا لوضع الموقع على الارض من دون تخطيط مصادق عليه .
وقال ان تكتيك المستوطنين واضح، وقد لاقى نجاحا كبيرا حتى الآن، يبدؤون (بمقعد ومظلة) وينتهون بالسيطرة على المكان، يحصلون على إذن دخول لمعسكر عسكري,, ويحولونه الى مستوطنة ثابتة, في هذه المرة ايضا سيقترح المستوطنون حلا وسطا صغيرا من اجل ضمان إبقاء بضع عشرات من المواقع التي ستتحول الى مستوطنات في المستقبل .
انتهى ما اقتبسناه من مقال زيئف شيف، ولم ينته ما يقوم به باراك والمستوطنون من تكتيكات لا تحقق سوى مزيد من سرقة أراضي الفلسطينيين وفرض الامر الواقع على السلطة الفلسطينية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com