موسكو - جروزني - الوكالات
بدأت القوات الروسية امس الأحد في قصف القرى والمصانع القريبة من جروزني عاصمة جمهورية الشيشان الانفصالية.
وقالت وكالة انباء انترفاكس نقلاً عن مسؤول حكومي بالعاصمة ان القوات الروسية اسقطت صاروخاً على مصنع اسمنت يقع على بعد 25 كيلومترا جنوب جروزني.
كما تم قصف قرى جوراجورسك وبيرفومايسكوي ودولينسكي الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات من العاصمة الشيشانية اثناء الليل وشمل الهجوم ايضاً القرى الشرقية الواقعة على الحدود مع داغستان.
وقد بدأت القوات الروسية تتقدم صوب جروزني منذ امس عقب اعادة تنظيم وحداتها على طول الحدود مع داغستان تحضيراً للتوغل بقدر اكبر داخل الأراضي الشيشانية.
وذكر التلفزيون الروسي ان القوات الروسية بسطت سيطرتها على مرتفعات تيرسكي الاستراتيجية التي تشرف على العاصمة الشيشانية ولكن حتى الآن لم تصدر اوامر بشن هجوم على المدينة التي يجري احكام الحصار حولها.
من ناحية اخرى صرح جنرال روسي كبير بأن حصيلة القتلى في الجانب الروسي عقب انتهاء المرحلة الاولى من العمليات العسكرية في الشيشان خمسون عسكرياً في حين بلغ عدد المسلحين الشيشانيين الذين لقوا مصرعهم في هذه العمليات 1500 شخص.
ونقلت شبكة سي ان ان الامريكية امس عن الجنرال الروسي قوله ان القوات الروسية تسيطر الآن بعد ثلاثة اسابيع من القتال على نحو ثلث الجمهورية الشيشانية كما تحكم سيطرتها على المرتفعات الاستراتيجية غربي العاصمة جروزني.
هذا وفي موسكو ذكرت شبكة سي ان ان الامريكية امس ان الشعب الروسي يقف خلف القوات المسلحة الروسية في عملياتها ضد الشيشان والتي تصورها موسكو بانها حرب ضد الارهاب .
وقالت ان شعبية رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ارتفعت بصورة ملحوظة في عين الشعب الروسي خلال هذه العمليات, ومن الآن فصاعداً المنافس الشرعي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في روسيا لعام 2000.
واضافت الشبكة ان كل هذا ربما ينقلب رأسا على عقب استناداً على نتائج المرحلة الثانية من العمليات العسكرية في الشيشان.
وقالت الشبكة ان الهجوم الواسع الذي تفيد الانباء الى قيام القوات الروسية به على مشارف جروزني يشير الى تحول في الاستراتيجية العسكرية للروس في هذه الحملة العسكرية وهو التحول الذي ينطوي على مخاطرة تتمثل في سقوط العديد من الضحايا من القوات الروسية وكذلك في مدى شعبية بوتين.
وعززت الشبكة تحليلها بالقول ان استخدام الروس للمدفعية الثقيلة والسلاح الجوي المتمثل في الطائرات الحربية والقاذفات المقاتلة يؤكد ان الجيش الروسي مصمم على الابقاء على خسائره من الجنود عند حده الأدنى.