عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لدينا الكثير من الطاقات الطلابية المهدرة التي لم تجد من يصقل موهبتها في التدريب والمراس، وهناك الكثير ايضا من المواطن التي يمكن ان تكتشف من خلالها تلك المواهب المحسوبة في طي النسيان والاهمال كذلك.
ان في طلابنا مهارة جريئة هي مهارة الإلقاء والخطابة وميدان اكتشافها الاذاعة المدرسية، تلك الاذاعة التي استنفدت فقراتها بالترداد والتكرار والمواضيع المستهلكة التي تكاد تتكرر اسطوانتها كل يوم دون تجديد او ابتكار، فالعبارات التي تلقى اليوم تلقى غداً، والتي تلقى هذه السنة هي التي تلقى في السنة المقبلة، وقد تكون الوجوه نفسها هي التي تلقي دون تغيير, فما السبب ياترى؟
ان السبب في ذلك هو اعتبار الاذاعة شيئا روتينيا يقال كل صباح سواء استفاد الطلاب ام لم يستفيدوا ابتكر الطلاب ام لم يبتكروا، جددوا ام لم يجددوا، وهل اكتشفت المدرسة ان فيها طلابا يمكن ان يقوموا بادوار الخطابة في المحافل والمنتديات؟ ينبغي ان يقوم على الاذاعة مدرسون اكفاء يمتلكون من الموهبة والدراية مايجعلهم يكتشفون تلك الطاقات الكامنة في الطلاب والمواهب المدفونة ليقوموا بتدريبها وصقلها كي يخرج لنا جيل يستطيع ان يعبر بطريقة جريئة في اي موقف ومحفل, ان الواقع الذي تعيشه الاذاعة المدرسية عند الاصطفاف الصباحي للطلاب لواقع اليم يزخر بالفقرات المكرورة وهكذا دواليك في كل يوم,, مالهذا جعلت الاذاعة! انها جعلت لتدريب الطلاب على الارتجال امام الناس وكسر حاجز الخوف ورهبة الوقوف امام الملأ والجمهور الحضور، وتهيئة الطلاب نفسيا لمواجهة بعض المواقف التي تقابل الانسان في مستقبل حياته العلمية والعملية.
وهناك نقطة اخرى اخالها مهمة مادمنا في معرض الحديث عن الاذاعة: هي استغلال المدرسين المربين لتلك الدقائق المعدودة في القاء بعض النصائح المتعلقة بحياة الشباب ومشاكلهم وعرضها وايجاد الحلول ولو بوقت قليل لايجلب الملل والسأم للطلاب، فالمعلم مرب قبل ان يكون مدرسا، فلماذا تكون الاذاعة حكرا على الطلاب دون مشاركة المعلمين للطلاب في بعض اسداء النصائح عبر الاذاعة فليحتسب المعلمون الاجر عند الله ويوجهوا أبناءهم الشباب لعل ان ينفع بها فرب كلمة بلغت بقائلها رضوان الله لم يلق لها بالاً فيصلح بها خلق كثير, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.