Monday 18th October, 1999 G No. 9881جريدة الجزيرة الأثنين 9 ,رجب 1420 العدد 9881


الانسحاب الإسرائيلي الجزئي من جنوب لبنان احتمال يطرح نفسه بقوة في غياب المفاوضات

* بيروت - باسكال ماليه - أ,ف,ب
رأت مصادر متطابقة في بيروت منذ ايام ان الانسحاب الجزئي للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان يبدو احتمالا مرجحا على الرغم من تصريحات النفي الا اذا تم التوصل الى اتفاق بشأن استئناف المحادثات بين دمشق وتل ابيب.
ومنذ انسحاب ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لاسرائيل من منطقة جزين الجنوبية على امتداد المنطقة المحتلة في الاول من حزيران/ يونيو الماضي بدأت تكهنات الصحف اللبنانية حول انسحاب يطال حوالي مئة من العسكريين الاسرائيليين من منطقة حاصبيا في القطاع الشرقي في المنطقة المحتلة.
وسرت في الاونة الاخيرة شائعات مماثلة خصوصا بعدما اقفل جيش لبنان الجنوبي بصورة مؤقتة بوابة زمريا وهي نقطة العبور بين القطاع الشرقي من المنطقة المحتلة وباقي انحاء لبنان لكن شيئا من ذلك لم يتحقق على ارض الواقع حتى الان.
وقد نفى قائد جيش لبنان الجنوبي اللواء انطوان لحد اكثر من مرة وجود اي استعدادات للانسحاب سواء كان هذا الانسحاب جزئيا او كاملا من دون اتفاق مسبق مع لبنان وسوريا.
الا ان عددا من المحللين اللبنانيين والاجانب في بيروت يرون ان الاسرائيليين لن يستمروا على موقف الجمود الحالي اذا لم تستأنف المفاوضات قريبا على المسارين اللبناني والسوري.
وقال دبلوماسي غربي ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان باراك يفضل اتفاقا امنيا مع سوريا ولبنان لكنه سيأمر بالانسحاب حتى من دون التوصل الى هذا الاتفاق.
واستنادا الى مصادر الاستخبارات اللبنانية فإن الجيش الاسرائيلي يمكن ان ينسحب كليا ويبقى معتمدا على جيش لبنان الجنوبي على منطقة امنية تقتصر على الشريط الذي كان في عهد قائد الميليشيا السابق الرائد سعد حداد بين عامي 1975 و1984م وهي الميليشيا التي كانت تعرف باسم جيش لبنان الحر.
ويعني هذا انسحابا اساسيا من القطاع الشرقي - منطقة حاصبيا - من دون ان يشمل ذلك بلدة الخيام او ابل السقي وبعض القرى الاخرى على حدود المنطقة المحتلة في القطاعين الشرقي والاوسط.
ولا يعتقد العديد من الخبراء العسكريين الغربيين ان اسرائيل يمكن ان تنسحب انسحابا كاملا في الوقت الراهن او انها قد تعهد الى جيش لبنان الجنوبي بالحفاظ على منطقة امنية محددة ويشيرون الى ان الدولة العبرية قد توكل الى عناصر هذا الجيش مهمات حرس الحدود الذين يعملون انطلاقا من اراضيها.
في مقابل ذلك واذا لم تتحرك المفاوضات مع دمشق فإن لاسرائيل كما ترى مصادر دبلوماسية في بيروت مصلحة سياسية ودبلوماسية وعسكرية في الانسحاب ولو بشكل جزئي.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وعد الناخبين بسحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان قبل السابع من تموز / يوليو من العام 2000م.
وتعتبر منطقة حاصبيا من الناحية العسكرية نتوءا بارزا معرضا للعمليات اكثر من خط الجبهة المستقيم.
اما من الناحية الدبلوماسية فإن الانسحاب يشكل وفق المصادر نفسها ضغطا للتعجيل في معاودة المفاوضين على المسارين اللبناني والسوري اللذين توقفا عام 1994م و1996 على التوالي.
يشار الى ان سوريا تحتفظ بالتوافق مع لبنان بقوات يبلغ عديدها 35 الف جندي على طول الخط الممتد من نهر الاولي جنوب صيدا على الساحل حتى بحيرة القرعون في البقاع.
وتشير المصادر نفسها الى ان الانسحاب الاسرائيلي ولو جزئيا من شأنه ان يطرح مسألة الانسحاب السوري من لبنان وهو امر يعتبر من المحظورات حاليا في بيروت وفي دمشق.
وترى هذه المصادر ان خفض عديد القوات السورية في لبنان او انسحابها من البلد الشقيق قد يزعزع التوازن السياسي الهش في لبنان في وقت يسعى فيه الرئيس السوري حافظ الاسد الذي لا تتوفر معلومات اكيدة عن وضعه الصحي الى توفير الاجواء لكي يخلفه على رأس السلطة ابنه بشار.
ورأى نائب لبناني في حديث لوكالة فرانس برس ان سوريا تريد ضمانات بشأن بقاء قواتها في لبنان الامر الذي يشكل حجر عثرة امام معاودة المفاوضات شأنه شأن الشرط السوري المسبق بأن تتعهد اسرائيل بالانسحاب من كامل الجولان السوري.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved