متى بدأ الاعلام العربي يتخلى عن كلمة العدو الاسرائيلي، العدو الصهيوني، الكيان الصهيوني, الذي يقرأ الصحف قبل حرب الخليج الثانية وبعدها يقر أن الاشياء تأتي في غفلة من الزمن, فكأن هذه الحرب فصلت التاريخ واخرجته من سياقه الطبيعي, بعدها عقد مؤتمر مدريد وأوسلو وعربة وخرجت جرائد جديدة او عادت جرائد سبق لها ان ماتت بالسكتة القلبية لتقود حركة الثقافة في العالم العربي, لا اريد ان اعيد عقارب الساعة الى الوراء فالأمر يتحرك بزخم وبقوة دفع ذاتية لايستطيع ايقافه حتى الذين اسهموا في تحريكه, هناك أشياء غريبة تحدث ما دخل موريتانيا في السلام مع اسرائيل مثلا, ماهو الدور المفترض ان تلعبه دولة صغيرة نائية في هذا الركن من العالم العربي او في الركن الآخر منه؟ او في احدى اللفات من جزيرة العرب لماذا التركيز على الاركان والاطراف.
المشكلة الآن لم تعد ان العرب قرروا التصالح مع اسرائيل المشكلة ان اسرائيل هي التي قررت التصالح مع العرب, فالسلام اصبح خيارا عربيا لايمكن التخلي عنه حتى لو تخلت عنه اسرائيل كما حدث بشكل صريح في عهد نتنياهو, فالعرب لم يتركوا ورقة يساومون عليها فيما تبقى من مباحثات وقد بقي كل شيء بالنسبة للعرب, حتى الكتّاب والمثقفون العرب انفسهم لم يجدوا من عبارات يمكن ان تنفعهم في دعم الصلح مع اسرائيل فبعضهم بدأ يشير الى الغلطة التاريخية التي ارتكبها العرب عندما رفضوا اسرائيل, وبعضهم بدأ يخترع مصطلحا سياسيا جديدا وهو اللاسامية العربية اي أن رفض العرب لإسرائيل جاء من منطلق اللاسامية وكراهية لليهود وهناك جرائد عربية لا أشبهها الا بالسي ان ان فهي ممثل اسرائيل في المنطقة عندما تقرأ الصفحة الاولى يجب ان يكون الخبر الرئيسي عن اسرائيل بأي ثمن, وفي كل عدد لابد من تحليل يشير الى اسرائيل من حيث كونها دولة طبيعية يؤصل وجود اسرائيل في وجدان العرب وهناك دول تشعر في الوهلة الأولى انها تساعد الفلسطينيين ثم تكتشف ان الدور مقلوب تماما على طريقة دعنا نحرجهم امام العالم دعونا نوافق على رأيهم حتى نحرجهم امام العالم وهكذا ظللنا طوال السنوات العشر نحرج اسرائيل بالموافقة على ما تريد.
كل هذا شيء وسرعة تغير الاعلام شيء آخر.
***
اعتذار للاخوة الذين تابعوا قصة الضابط فقد رأى الاخوة في التحرير عدم ملاءمتها للنشر ولكن اعد القراء بأني سأنشر قريبا حكاية حب اخرى علما ان تلك القصة هي ضمن طيف من الحكايات تحت عنوان (حكايات سعودية مرحة).
لمزيد من التفاصيل يمكن التواصل مع الكاتب:
yara 2222 * hotmail. com
|