Monday 18th October, 1999 G No. 9881جريدة الجزيرة الأثنين 9 ,رجب 1420 العدد 9881


ثم ماذا؟
إنجاز الوعي

يمكنك الآن ان تتحول وبكل سهولة الى استخدام الغاز المضغوط بدلاً عن البنزين وتوفر على نفسك بغمضة عين وكما الخيال، 40 بالمائة من قيمة الوقود تصور!!، كما انك لا تحتاج لإحداث هذه النقلة النوعية الا الى ما بين 2800 و3000 ريال فقط ولمرة واحدة وهذا المبلغ هو كلفة حشر خزان جديد بمكان مناسب داخل هيكل السيارة بعد تزويده بقفل يمنع خروج الغاز بمجرد التعبئة، اضافة لاجراء بعض التعديلات الميكانيكية تشمل تغيير قطع داخل صندوق الاحتراق بالمحرك تناسب استخدام الغاز الذي يضم بقائمة ميزاته زيادة على ما سبق أنه كذلك لا يخلف تلوثاً بيئياً بقدر ما يفعل البنزين، ويبدو مثلما تشير خلفية الخبر المنشور بإحدى الصحف أننا تنبهنا أخيراً الى ضرورة تقليل المخاطر التي تتعرض لها البيئة بما يهيىء للعموم هواءً صالحاً للتنفس وخالياً مما تفضلت بإهدائه لنا ثورة الصناعة والتصنيع ومعطيات التقدم والحضارة كما يطلقون عليها، ولا ننسى طبعاً المآثر الاقتصادية للموضوع اذا ما كان اللجوء للغاز يعوض فعلاً تهميش البنزين ويحقق نفس نتائج استخدامه!!، وأنها ليست تقليعة على سبيل الأماني والاحلام تتلاشى لحظة التفكير في ادخالها حيز الواقع او ربما تستمر لفترة ثم تنتهي! فلقد تابعنا مثلاً حملات تنظيف الشواطىء والوديان شبه الاجتهادية والموسميةوهي سلوك بيئي جميل ومطلوب ولكن ليس بإعلانات التذكير وتخصيص الجوائز والرحلات المدرسية! وانما باستنبات الوعي لما تعنيه سلامة البيئة ونظافة المرافق العامة على اختلافها شكلاً ومضموناً! داخل أروقة الفصول الدراسية والمحاضرات والندوات الطلابية وأماكن التجمعات الشبابية والأسواق التجارية! كي يخرج السلوك تلقائياً وبدافع احساس الانسان المحلي بمسؤولياته تجاه مجتمعه وشخصه دون رقابة يفرضها عليه أحد! ومثلها يستوعب ترشيد استنزاف المياه بعدما استغل معظم مخزون المياه الجوفية بالمملكة والصيد الجائر لسلالات حيوانية بعينها وبكيفية غير مدروسة قد تؤدي لانقراض أنواعها، إذ لا تكفي المحميات وحدها للقيام بهذا الدور مع وجود تجاوزات نسمع عنها ويُعاقب عليها ولكنها متواصلة للأسف!.
ونعود مرة أخرى لنسأل وبصورة عامة: لماذا نحن دائماً نفتقد الشيء رغم وجوده ماثلاً أمامنا؟ وما سبب المكابرة اذا كان الاعتراف بالخطأ يرتب خطراً أقل مما تنذر به مؤشرات الاهمال والتباطؤ والتردد أحياناً؟! ولعلّ بعضهم يقول: ليس بالإمكان أحسن مما كان وهذه نظرة عقلانية نوعاً ما لمن يتأمل أوضاعاً يصعب القبول بها او التمرد عليها؟! لعدة اعتبارات أبسطها التفسير الخاطىء وإقامة احتمالات إقحام الأغراض الشخصية باسم المصالح العامة ويكون متى تعاملنا بمنطق الظنون السوداء والوساوس وافتراض الآخر عدوّاً منذ البداية! اما بالنسبة لمسألة الوعي المجتمعي فأعتقد والله اعلم بأن الحلال والحرام بيِّن ولا مجال للخلط؟! وما ينبغي فعله بصراحة هو تجاوز شماعة التبريرات الى مرحلة تبني الدور الاجتماعي الفاعل بما يكفل صياغة معقولة لحلول علاجية تخفف حدة الهم الاجتماعي المؤرق والمتصاعد بيانياً بلغة الأرقام أياً كان نوعه: بيئي، خدمي، تنظيمي، اقتصادي، سياسي، ثقافي,, إلخ باعتبار الوعي؟ مادته الأساسية ووسيلته الوحيدة لتحقيق الأهداف الوطنية والنهوض بها، فلن يتم أبداً الوصول لجمل تطويرية حقيقية ترضي جميع الاطراف الا باستثمار موجودات الحاضر ومحاولة تقويم علاّته!، وهو ما يستدعي ارادة مشتركة دعامتها وضوح الرؤية وسلامة النيّة لتأخذ بيد الخطأ نحو أرض الصواب؟! فالعقل المدرك لمشكلات محيطه عقل يبني ولا يهدم، والقلوب المتآلفة لخدمة تطلعات الوطن والقيادة لن يخيب رجاؤها - بإذن الله - ما تمسكت بكتاب الواحد الأحد وتعاونت على تجذير ابجديات البر والتقوى، وهؤلاء كثيرون، ولكن تبقى الجهود ناقصة ما لم تعرض تفاصيلها الاساسية لتبادل وجهات النظر المتكافئة بين المسؤولين التنفيذيين والمواطنين بالذات وبطريقة مريحة وسهلة تضمن تمثيلاً اجتماعياً معقولاً لكافة الشرائح، بحيث تعرض عليهم تلك الجهود قبل وبعد عملية البلورة النهائية,, وعندها سيولد الوعي الذي نقصد، لأن النتيجة ستبلغ شاطىء التنفيذ برضاء تام وقناعة خاصة، بل وستفهم دلالات الأعمال ومسببات اللجوء لحلول دون غيرها، وسيضاف انجاز الوعي لانجازات اخرى سبقته ولا تقل عنه قيمة وأهمية ومردوداً بما يفي حاجة ضمير المواطن لإشباع مفهوم التوحيد والوحدة كل أبعاده وتداعياته الممكنة؟!!.
بدر بن سعود بن محمد آل سعود

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved