* أبوظبي - ق,ن,أ
بدأت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة صباح امس بفندق ابوظبي انتركونتننتال أعمال الدورة التاسعة للحوار الاقتصادي بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية.
والقى الشيخ فاهم القاسمي وزير الاقتصاد والتجارة بدولة الامارات العربية المتحدة الضوء في كلمة الافتتاح على آخر التطورات الاقتصادية في دول مجلس التعاون ومساعيها نحو التكامل كما استعرض العلاقات الخليجية الامريكية وكيفية تعزيزها,وأشار الى ان التطورات الراهنة في اسعار النفط قد اعطت دفعة كبيرة لاقتصاديات دول المجلس موضحاً ان معظم دول المجلس كانت قد أسست ميزانيتها لعام 1999 على أساس 11 دولارا للبرميل والذي يبدو مقارنة بأسعار هذا اليوم سعراً متواضعاً جداً وهذا يعني زيادة في الانفاق الحكومي لدول المجلس من المتوقع ان تشهد كافة دول المجلس تبعاً لذلك نمواً ايجابياً لاقتصاداتها هذه السنة على عكس ما ذهبت اليه بعض تقارير الخبراء منذ فترة.
واضاف ان هذه التوقعات الايجابية لاقتصاداتنا ما هي الا جانب من الجهود التي تبذلها دول المجلس لبناء اقتصاد سليم فقد اتخذت دول المجلس منذ سنوات عدة خطوات جادة لتنويع قاعدتها الاقتصادية بتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل ومن الطبيعي اختلاف السرعة في عملية التنويع تبعاً لظروف كل دولة من دول المجلس اذ ان بعضها كان اسرع من الآخر ولكن التوجه واضح اذ ان الكل يسير في هذا الاتجاه كما ان الاهداف واضحة ايضاً وهي بناء اقتصادات قوية مؤثرة ومستقرة, وقال ان دول المجلس تدرك بأنه كلما زادت وتيرة التكامل الاقتصادي بينها كلما كانت اكبر قدرة على تحقيق اهدافها وطموحاتها, وتم التعبير عن هذا التكامل الاقتصادي باتخاذ خطوة كبيرة في مشروع الغاز الذي تقدمت به مجموعة الاوفست في دولة الامارات العربية المتحدة فيما يعرف باسم (دولفين) وقيمته 10 مليارات دولار,وترمي المرحلة الاولى من المشروع الى تطوير وامداد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي من حقل الشمال في قطر الى اسواق دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان اما المرحلة الثانية من المشروع فسيتم فيها مد خط انابيب في البحر الى باكستان لامدادها بالغاز, واشار الى ان الذي قام بالدراسات الاولية لخط الانابيب وتسويق الغاز هما شركتان امريكيتان هما (انتك انجنيرنج) و(باراجوان) كما ان الشركة الامريكية (بوزالين) و(هاملتون) تم تعيينهما كاستشاري عام للمشروع.
واستكمالاً لاطر التكامل الاقتصادي لدول مجلس التعاون فقد تم الاتفاق مؤخراً على اقرار تعرفة جمركية موحدة في عام 2001 يضاف الى ذلك ربط بورصات الكويت والبحرين وعمان وانشاء مؤسسات وشركات خليجية مشتركة, واوضح معاليه ان دول مجلس التعاون تعتبر من الدول ذات الاقتصاد المفتوح وتنادي بحرية التجارة وعليه فقد انضمت اربع دول منها الى منظمة التجارة العالمية وقريباً ستنضم كل من سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية معرباً عن امله في هذا الاطار دعم الولايات المتحدة الامريكية لعضوية البلدين في منظمة التجارة العالمية كما اعرب معاليه عن امله بأن تقوم الولايات المتحدة بحذف اسماء دول مجلس التعاون من على قائمة المراقبة الامريكية بعد ان بذلت تلك الدول جهوداً كبيرة لحماية الملكية الفردية.
وقال الشيخ فاهم القاسمي ان دول مجلس التعاون تتطلع الى اليوم الذي تصبح فيه جميعها اعضاء في منظمة التجارة العالمية وتكون علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة اكثر فاعلية ووضوحاً تبعاً لذلك,وفيما يخص العلاقات التجارية الخليجية الامريكية قال معاليه انه من المسلم به ان العلاقات الثنائية بين دول المجلس والولايات المتحدة مهمة لكلا الطرفين اذ تستورد الولايات المتحدة اكثر من 20% من احتياجاتها النفطية من دول المجلس فيما بلغت صادرات الولايات المتحدة الى دول المجلس عن عام 1998 أكثر من 15 مليار دولار ولذلك تعتبر الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري من حيث صادراتها لدول المجلس بعد الاتحاد الاوروبي, كما ان دول المجلس تضاعف حجم وارداتها من الولايات المتحدة خلال اربع سنوات من 8,6 مليارات دولار عام 1994 الى 15,3 مليار دولار عام 1998 ومع هذا فإن صادرات دول المجلس الى الولايات المتحدة تواجه بعض الصعوبات منها ما يتعلق بنظام الحصص والمواصفات والمقاييس اضافة الى التكلفة المرتفعة لأجور الشحن الى الولايات المتحدة, وتشير تقديرات عام 1998 الى ان مجموع صادرات المجلس الى الولايات المتحدة قد وصلت الى اقل من 9 مليارات دولار مما نتج عنه عجز بأكثر من 6 مليارات دولار لصالح الولايات المتحدة الأمريكية, وأوضح الشيخ فاهم القاسمي ان بالامكان تغيير هذا الوضع وبناء علاقات تجارية متينة بين الطرفين اذا ما تم اتخاذ بعض الخطوات والتي منها على سبيل المثال تشجيع رجال الاعمال الامريكيين للاسهام في عملية التنمية الاقتصادية لدول المجلس وبخاصة في مشاريع الخصخصة وانشطة القطاع الخاص الاستثمارية في دول المجلس وكذلك الاخذ في الاعتبار الموقع الجغرافي لدول الخليج ليس فقط كسوق للمنتجات الامريكية ولكن كقاعدة لتصدير المنتجات الامريكية الى اسواق آسيا وافريقيا واوربا وعقد اتفاقيات حول الاعفاء من الضرائب على الدخل الشخصي والمؤسسات اضافة الى اقامة معارض ومؤتمرات مشتركة.
واختتم كلمته الافتتاحية للجولة التاسعة قائلاً ان دول المجلس تتطلع اليوم وغدا الى مناقشة السبل الكفيلة بتطوير العلاقات التجارية والاستثمارية مع الولايات المتحدة مشيراً الى ان دول المجلس سيكونون مرنين ومتعاونين متمنياً ان يكون الوضع كذلك بالنسبة للولايات المتحدة وان يتمخض عن هذا الاجتماع الهام خطوة لصياغة تعاون مثمر ومستمر.
|