* كتب: سعد المحارب - الرياض
يتضمن هذا الكتاب اربعة وخمسين موضوعا في الفكر والثقافة واللغة والادب، وقد نشرها المؤلف مكتوبة في عدة صفحات من الصحف المحلية او مذاعة عبر الاثير، وهي - كما اشار المؤلف - موجهة الى شريحة عامة حريصة على الثقافة ولم تكتب للمتخصصين في فنون المعرفة التي تضمنها الكتاب، وقد صنفت المواضيع حسب التشابه في الموضوع والمضمون وليس على اساس التسلسل الزمني.
ويشير المؤلف في البداية الى صفات المفكر واختلافه وتشابهه مع المخترع قبل ان ينتقل الى ازمة الفكر في العالم العربي حيث يرى هنا ان الفكر المتميز المبدع، ينفصم عن المخيلة الواعية ويشير إلى كتب كثيرة عالجت تميز العرب والمسلمين ورصدت معالم حضارتهم ولكن توقف هذا الابداع بتوقف اسبابه ودواعيه التي اشار إليها المؤلف، ثم يمر الى موضوع هجرة الكفاءات العربية إلى الغرب وما يمثله من نزيف للادمغة العربية وخسائر مستقبلية فادحة، ثم يتوجه الى قضية لم تطرح كثيرا وهي تحول العلم الى التجارة والوجاهة والاغراض الدنيوية البحتة التي ايسرها الشهرة الزائفة ويلحق ذلك بتنافس دور النشر في اغراق سوق المطبوعات بكتب كثيرة رغم عدم توفر الامكانات الفنية والمادية والخبرة لانشاء مطابع خاصة.
ثم يعبر المؤلف الى هموم المكتبة العربية ولعل ابرزها الحاجة لوجود موسوعة عربية على غرار الموسوعة البريطانية وكذا الحاجة إلى دائرة معارف عربية كما طالب في موضع آخر من الكتاب بموسوعة سعودية.
ثم يطرح المؤلف تساؤلا ادبيا مهما وهو هل ما زال الكتاب اداة الثقافة وطريق المعرفة، وعلى مدى ثلاثة مقالات يتعرض إلى حركة كان لها اثر عميق خاصة في الادب الحديث وهي حركة الاستشراق قبل ان يشير إلى الاستغراب وهي مقابلة الاستشراق مع اختلاف المفهوم والغاية فالاستغراب هو التوجه الى دراسة الثقافة الغربية ولعل من اهم ما أشار له المؤلف هنا ان المستشرق على دراسته علوم الشرق يبقى مؤمنا بثقافة بلده وتقاليدها اما المستغرب فهو يخلع ثوبه الشرقي ويرتدي البدلة الغربية، ويقدم المؤلف بعد ذلك مبحثين مهمين عن الصحافة والقراءة قبل المرور إلى ازمة الثقافة واسبابها والمؤلفات العديدة التي لم تنشر لاسباب مادية والثقافة الهشة المتمثلة في القصص المثيرة والنسائيات واخبار الشعوذة والافراط في اخراج الدواوين العامية.
ثم يدخل الى حديث جميل عن الثقافة المعاصرة والموروثة ثم يعرج على بعض الشخصيات في حديث عن ثقافة الاسكندر المقدوني واسهامه في نشر الفلسفة اليونانية وعن الشيخ عبدالله عزام رحمه الله واستشهاده مع ابنيه محمد وابراهيم في مدينة بيشاور وعن عمر رضا وخدماته الموسوعية للمكتبة العربية، ثم ينتقل الى مجموعة مقالات عن البحث العلمي والبحث العلمي الجامعي تحديدا وصعوبة توفر المواضيع التي تضيف اضافة علمية لكثرة البحوث الجامعية وتشعبها، ثم يعرض لموقف الاسلام من المذاهب الفكرية المعاصرة كمذهب الوجودية وجدلية هيجل المادية ويكشف المؤلف فساد هذه المذاهب واستقامة الفكر الاسلامي وتفوقه في اصلاح المجتمع.
ثم يضع لنا المؤلف استراحة في واحة قريبة التي عاش فيها منذ ثلاثين عاما ويقدم لنا صورا جميلة عنها وبخاصة صورها الرمضانية ثم يصل إلى العيد ومعناه ثم مظاهره في الماضي وكيف كانت تلك الحياة اكثر جمالا وتآلفا وتسامحا وبهجة واهم من ذلك انها كانت اكثر ايمانا وصدقا.
ويعود الى الادب والفكر من خلال طرح اهمية موضوع التهريب كضرورة علمية ولغوية مبينا غناها وسعتها وعمقها قبل ان يظهر تدني المستوى اللغوي في المرحلة الجامعية كتابة وتحدثا.
ويختتم بالحديث عن مدارس الادب الحديثة وهيئاته المعنية بشؤون الادب والنقد ورعاية الموهوبين وتوجيههم.
خاتمة :
وهكذا طفنا ببعض مواد هذا الكتاب الشيق النافع بمشيئة الله، ادب وفكر وثقافة ولغة ولابد من التنويه بأننا تجاوزنا بعض المواضيع في الكتاب ولم نشر إليها ليس من باب الاهمال ولكن عطفا على حدود المساحة وتقيدا بالهدف من هذا العرض فهو مجرد دلالة على هذا الكتاب والله ولي التوفيق,
* ايماءة :
- خواطر في الفكر والثقافة (مقالات).
- د, أحمد بن ناصر الدخيل.
- مؤسسة الرسالة 1420ه.