في جوف ليل مدلهم,, تظهر اشعاعة ضياء تبدد ذلك السكون المخيف لتعلن عن انبلاج فجر سعيد,, تغرد فيه الاطيار في عز رائع مع حفيف الاغصان تقشعت الغيوم,, واستنكر الفجر خيوط الشمس,, ورددت اهزوجة الامل الدفين,, فشدا الاقحوان ليشاركه الخزامى لتعاد صياغة لانغام الفرح المرسل اصبح كالمزن حينما تسكب عطاءها على ادمة صحراء قاحلة.
احسست بتلك الاجواء تقطع ذلك السكون في لحظة امتدت فيها أناملي لذلك العطاء الرائع المتجدد,, عطاء اعاد الشدو الى الاذان بعث الدفء في محيط الجليد.
حتى القمر احتفل بذلك اللقاء ففتح ذراعيه لاحتضان الاحرف في ميلاد المساء نعم الكل رحل في عمق مع النغم,, ومع ذلك الشدو الاسر.
عزازي من قبل اشوفك
كانت كلمات رائعة حلق فيها روعة الاداء,, وعمق الاحساس
ترانيم ترددت في تجاويف القلب,, لتحملها على بساط احساس صادق,, لتجدد مكانها في قلوب المحيطين.
تجددت الروعة,, وازداد البهاء مع كل عزفة عود وانة كمان
انجلت الروعة وازدانت منذ اول لحن انساب وحتى اخر آهة علت
فلقد اتحد نظم الشاعر وصياغة الملحن وأداء الفنان في قصيدة دموع الندم .
ما تكفر غلطتك مهما بكيت غلطتك اكبر من دموع الندم لا ولا بسمعك لوجيت وشكيت قصرك العالي بقلبي انهدم رافعك فوق الملا حتى عليت وغيرك من الناس ما وصل القدم |
وتنطبق روعة الاداء مع قوة الشعر حينما يصدم الحبيب بمن يحب ويشهر في وجهه سيوف الغدر,, وتتلقاه طعنة في الخلف ممن يحب.
خنتي وانت الي لحبي رجيت التقى حبي بغدرك وانصدم |
ويتحدد العطاء مع تلك الرائعة للشاعرة عاصية الدمع لتبرز روعة ابياتها مع روعة الاداء.
تسأل عن الحال وقتي كيف سوابه من بعد ذاك الرحيل وطولة الغيبة لوسل وقتي سيوف الغدر ماهابه والعمر دونك انا يازين ماليبه همي طويل وعذابي ليش تشقابه ما ودي اتعبك ميز الحال تدري به |
وتظهر اكثر جمالا ,, حين تتوغل في تصوير احساس الجفاء من الايام ومن الحبيب لتحيطها الحياة باسلاكها الشائكة فتقول:
سرج خيوله زماني واشهر انيابه واعلن حروبه على قلب يحيى به ضم الشقي عن جمع الخلق لي جابه واختارني بد خلق الله لتعذيبه |
ومن جفاء الايام ينطلق ذلك الاحساس الرائع الذي صدح به الفنان ليصورها باحساس صادق خارج من سويداء القلب حينما يشدو:
نهيت القلب لا يعشق اتطلع وراح بسكت العشق وعصاني اجرالآه من وقت علي ضاع قبل قلبي بهمه بلاني |
كان ذلك الشريط بحق رائعة للفنان وخطوة ثابتة تحدد مكانه السامي في طريق الفن ووقوفه في وجه الرياح العاتية.
فخطوة مباركة وصعود للقمة دائما,, واعتلاء لعرش الاغنية من قبل اشوفك تصدى للاشواك التي زرعت في دربه,, ليواصل خطواته الناجحة,, يحمل الشعلة في يد ونبتة العطاء المتجدد في اليد الاخرى ليزرعها في القمة رغم هبوب الرياح ووعورة الطريق.
نبتة يتعهدها بالرعاية المتجددة مع كل شريط يسكب فيه عطاءه المتواصل.
هند عبدالعزيز