Monday 18th October, 1999 G No. 9881جريدة الجزيرة الأثنين 9 ,رجب 1420 العدد 9881


لا وقت للصمت
الخاتم ,,, !
فوزية الجارالله

في طفولتي كنت كثيرا ما اقرأ تلك القصص المصورة وكنت دائما ما أواجه تلك الصور الكاريكاتورية المضحكة,, صورة لامرأة تحمل حذاء ذا كعب عال او نشابا من الخشب (الاداة الخاصة بفرد العجين) ثم تنتظر زوجها خلف الباب الذي عاد متأخرا الى المنزل دون استئذان او دونما مبرر ولذا فهي تختبئ له وتخفي مفاجأة من المؤكد انها لن تسره، هذا إن بقي بعد تلقيها في حالة وعي كامل,,!!
كنت اضحك لتلك الصورة ولا اتعب نفسي في التفكير في وجودها من عدمه او في مدى انطباقها مع المنطق والمعقول ام لا؟!
والآن حين ترد هذه الصورة امام ذهني سواء في صورة او بالسماع من خلال حكاية ما تنتابني دهشة عظيمة,, هل يمكن ان يحدث ذلك والى اي مدى، يمكن ان تتسلط امرأة بهذا الشكل الهمجي غير الحضاري على زوجها,, ومن جانب آخر هل يمكن لزوج سلبي ضعيف مثل هذا ان يعايش امرأة ذات شخصية قوية مستقلة,, من الملاحظ ان الكثيرين يخلطون بين هذه الصور، فقوة لديهم تعني التسلط والدكتاتورية,, وان تكون طيبا متسامحا في موقف يستحق ذلك فهذا يعني الضعف والسلبية,, والحقيقة ان قوة الشخصية ليست في الصراخ ورفع الصوت وليست في إرهاب الطرف الآخر أو الآخرين عموما والوقوف لهم بالمرصاد,, وليست في تهميش الآخرين ومصادرة آرائهم في سبيل اثبات الذات,, ولكن ثمة قوة كامنة هي التي تضفي طابع القوة على تلك الشخصية (سواء كان ذلك بالنسبة للرجل او المرأة) قوة الشخصية تتأتى بالدرجة الأولى من خلال احترام الذات وبالتالي احترام الآخر والقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب,, ان يكون لك رأي تؤمن به وتناضل في سبيل اثباته وتحقيقه,, قلت بأن البعض يخلطون بين هذه الصور ويطلقون الاحكام العامة هكذا دونما تمييز بين المفردات وما تعنيه او ترمي اليه, ومن هذا الخلط اعتقاد البعض بان التسلط والدكتاتورية سمة ترافق غالبا المرأة المختلفة الواعية الناجحة القادرة على ادارة دفة حياتها بنفسها دونما حاجة الى احد,, ويعتقدون ايضا ان مثل هذه المرأة تكون في غاية السعادة والرضا اذا ما استطاعت (الفوز) بمثل هذا الزوج السلبي الضعيف الذي لا يهش ولا يبش,, بمعنى ذلك الكائن الشبيه (بالخاتم في اصبعها) كما يرون,, والحقيقة ان ذلك ابعد ما يكون عن الصحة فالمرأة الواعية حقيقة لا تريد زوجا مهزوزا بلا موقف يبحث عنها ليختبىء وراءها وانما تكون اسعد دائما مع ذلك الرجل القوي الذي تجده في كافة المواقف رجلا بمعنى الكلمة، الذي ترى فيه سندا لها يعينها على صقيع الحياة وشروخها وعثراتها التي يندر ان تخلو حياة احد ايا كان بدونها,!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved