عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شيء يصنع على ارض الوطن صغر ام كبر هو بحق صناعة وطنية نفخر بها، بل يتأكد وجوب تشجيعها بيعا وشراء وتعريفا،وهذا اقل ما يسهم به انسان لبلده, من اجل هذا وحتى نضع ايدينا بعضنا مع بعض منتجين ومستهلكين وخصوصا ان العالم مقبل لامحالة على ما يسمى بالتجارة العالمية حيث تكون المنافسة على اشدها يذكيها التسابق الرهيب من كل بلد مصنع في تقديم الجيد ليثبت اقدامه في سوق المال بل سحب اقتصاديات الآخرين ليزيد ارصدته ويتقدم بها بلده في مضمار الركض نحو الاستحواذ على اسواق البيع, في هذا السياق هل مصانعنا والحرف التي تزاول داخل البلاد ترقى لما هو جيد ومحقق لاعتزاز المواطن بصناعته؟ وهل كل منتج لدينا له مواصفات؟ اننا نأمل ذلك, كما لا نظن ان هيئة المواصفات والمقاييس يغيب عنها ان تكون الصناعة المحلية حتى لو صغرت ذات مواصفات ترقى لدرجة الثقة لانها ستدخل في منافسة مع الآخرين وضعفها شكلا او مضمونا سيلقي بظلاله على بقية الصناعات، فمثلا السبح - وهذا مثال بسيط - التي يشتريها بعض القادمين الى ديارنا لذويهم ومعارفهم بقصد اهدائها لاتلبث في يد مستخدمها سوى يوم او يومين حتى ينقطع خيطها وتتناثر على الارض فيا ترى ماذا سيقول مشتريها ومستخدمها وهما يزمان شفتيهما عن هذا المنتج؟! فالدعاية سلبا او ايجابا لها تأثيرها على صناعات وطنية اخرى، فكثيرا ما يطلق الناس على الكل صفة الجزء حتى وان كان هذا الحكم جزافا وجائرا فهم - أي الناس - تعارفوا على هذا وبالتالي وجب علينا الحذر والحرص على مستقبل الصناعات الوطنية ونأمل ان تكون دور التصنيع في بلادنا تلتزم بمواصفات تجعلها في مأمن من الانحدار ، فالمستهلك اذا ازور جانبه عن شيء تبقى عودته اصعب والتكاليف اكثر وهذا يجعلنا نتطلع لأن يكون هناك مواصفات لكل منتج يحول دون هبوطه وبالتالي تأثيره على غيره وساعتها لا ينفع ندم, وقانا الله شرَّ ذلك.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب