عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم
( برنامج معارف) ذالكم البرنامج الذي اعلنت عنه الوزارة ليكون الاداة المباركة في تخفيف العناء وتذليل الجهد، طالما سمعنا به، وتحدث عنه عبر وسائل الاعلام، حتى اشتاقت النفوس اليه، وتعلق الخاطر به.
ومع اشراقة هذا العام تفضلت الوزارة بزفه فتتابع الناس على الادارة كلهم ينشده، فلو رأيتهم وهم يحملون على أكتافهم اجهزتهم - لانه لابد من احضار الجهاز ليتم تحميل البرنامج - فهذا مدير وآخر معلم بعضهم جاء بالجهاز من مسافة تزيد على مائة كيلو كلهم استرخصوا التعب والعناء في سبيل هذا البرنامج الذي وضعوا آمالهم كلها فيه يرجون خدمة راقية او اداء متميزا.
وبعد وصول البرنامج الى المدرسة كنت الرجل المحظوظ في ادارة هذا البرنامج والتعامل معه، وبعد صولات وجولات مع هذا البرنامج جاءت المفاجآت تتبعها الغرائب، اذ ليس غريبا ان تجد نفسك خارج البرنامج بعد ان كنت بداخله وبلا سبب، وليس غريبا ان تظهر لك عبارة (لقد قمت بعملية غير شرعية,,).
وليس غريبا ان تدخل البيانات فاذا اخطأت في رقم الطالب واحتجت الى تعديله فيلزمك حذف جميع بيانات الطالب ولا سبيل غيرها، اما من دخل على ايقونة تصميم الكشوف فانه سيجد نفسه خارج البرنامج حتما، وللعلم فكلمة (بن) ليس لها مكان في البرنامج,, الخ.
هذه بعض الملاحظات في البدايات فما بالك اذا وصلنا الى ادخال الدرجات،وطباعة التقارير.
وانا هنا لست في مقام عرض الملاحظات فهذا ليس مكانه، وحتى يكون النقد بناء فالملاحظات مدونة وفي طريقها للوزارة باذن الله ولكن امام هذا البرنامج اتساءل عدة اسئلة:
اولا: ما دام ان البرنامج في البدايات وفي الخطوات الاولى فلا يخفى على ذي لب ان الملاحظات ستكون اكثر من الايجابيات حتى ولو كان البرنامج من اصدار شركة ميكروسوفت فضلا عن المؤسسات غيرها كالتي كلفت بعمل البرنامج او تكلفت.
وما دام ان الوضع على هذه الحال، وتلك الصورة فبأي حق تجبر المدارس التي تستخدم الحاسب الآلي بالتعامل مع برنامج (معارف) خصوصا ان بعضها قد تعود على برامج سهلة التعامل، رائعة الابداع.
ثانيا: لماذا وزارتنا الحبيبة تبدأ من حيث انتهى الناس فالشركات التي اصدرت برامج تخدم المدارس متوفرة بتصميم رائع، وبرمجة دقيقة، وما وصلت اليه الا بعد جهد سنوات عديدة، فتساؤلي لماذا لم تختصر الوزارة الطريق وتستفيد من سنوات انقضت لتلك الشركات بذلت فيها عصارة جهدها، وذلك بشراء احد هذه البرامج بحقوقه او تملي شروطها على احدى هذه الشركات.
ثالثا: اربعة آلاف وخمسمائة ريال دفعت من جيوبنا نحن المعلمين في المدرسة التي كنت ادرس فيها قبل عامين، كل ذلك خدمة للمعلم والطالب وبعد ان اشترينا احد البرامج الموجودة في الساحة نفاجأ من الوزارة بأن نجبر على غيره,, وليست المشكلة في العدول عن البرنامج الاول ولكن المشكلة في الانتقال من الثريا الى الثرى مباشرة!!.
رابعا: اتساءل ايضا وبشدة ما هي مصلحة الوزارة في ارجاع مدارسها الى الوراء قليلا في عالم الحاسب والبرامج غبر هذا الاجبار على هذا البرنامج الوليد! اليس من الانصاف ان تجعل الحرية للمدارس التي كانت تتعامل ببعض البرامج التجارية في اختيار البرامج المطروحة, فقط حتى يصل برنامج (معارف) سن البلوغ!! عندها لا حرج في الاجبار.
خامسا واخيرا: ايتها الوزارة لا انتم وفرتم برنامجا قويا، ولا انتم تركتم لنا الحرية في اختيار الاقوى , وهذه خطيرة في حقكم فقد دخلت امرأة النار في هرة لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض!!!!
والسلام عليكم رحمة الله وبركاته.
علي التويخري
متوسطة وثانوية الشيحية بحائل