عودة لباكية مالك التي يبدو أني لو شغلت بالهم عنها نازعتني اليها في الهم هواجسي.
فأنا - كما قد قلت قبلا- باكية مالك لا التي تبكيه بل التي تبكي من خلاله ذاتها، تحل نفسها محله وكل مرة تشق عليها ذي الخاتمة.
قد يبدو ذا هاجسا غريبا ليطرأ لكن من منا يملك زمام شوارده لا يجالس منها إلا عاقلها,, إلا مسالمها,, إلا مرضيها.
إذن أحدثكم عن خاطري المرعب علّه حين يفتضح أمام الأعين الغريبة ينكمش كما الطفل الشقي في أصغر الزوايا وقد اصطيد متلبسا بجرمه.
أخاف عليّ الموت,, لحظة الموت يذهلني عنها مروعات أخر,.
أخاف موتا شرسا يقدم,, يفتك قبل ان أنطق كلمتي التي أريد.
وأخاف موتا مراوغا يتناءى حتى بعد ان تعتصر السنون أواخر لساني.
أيهما أشنع؟ لا أدري فالأول موجع والثاني موجع.
وأنا لا أريد الموت الذي يميت لطول ما يصد,, لطول ما يهمل ولا الموت الذي يروّع حين يقصف,, حين يخطف العمر ثمرة فجة, أريد الموت الذي يجني,, الذي يقطف، لذا فكلما أقرأ خواتيم كلم مالك أرى فيها أولى الميتتين المميتتين؛ فارس عن صهوة العمر ينزع، رغم ان الموت كان كريما معه وهو يطلق على لسانه فيقول قصيدته الأضوأ كي يموت ويحيا.
وبعد أمثله يُبكى؟ أتمثله لأسأله فتتقدمه باكيته تندبه فلا تهيج إلاي تذكرني -وما نسيت- خاطرا لو شغلت بالسعد عنه نازعتني اليه في السعد نفسي.
ألا خيّب الله بعض ظني!.
|