** جاء منح الاستاذ/ حسين بن عبد الله آل زلفة محافظ بيشة جائزة ابها للموظف المتميز على مستوى المنطقة, والتي استلمها من اليد الكريمة يد الرجل النبيل صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض,, جاءت الجائزة في وقتها كتتويج لجهود الرجل على امتداد عشرين عاماً من العمل المثمر، والصامت، والذي استطاع خلال هذه المدة وبتوجيهات من مهندس التنمية لمنطقة عسير سمو الأمير الفنان خالد الفيصل,, القفز بها في مضمار النماء والازدهار والتطور.
** لقد أسعدني فوز الرجل بالجائزة لشيئين اثنين:
أولهما: نزاهته واخلاصه وتفانيه في خدمة المحافظة.
ثانيهما: تواضعه، وأدبه الجم، وقدرته على التكيف مع الدور الذي يفترض ان يكون عليه المحافظ الناجح من قدرة على فهم متطلبات المرحلة الحالية لبلادنا، وكذلك تلاحمه مع مواطني هذه المحافظة وتلمس احتياجاتهم، وتطلعاتهم، وخدمتهم بحيث اصبح خلال هذه الفترة التي قضاها محافظاً لواحدة من كبريات المحافظات في منطقة عسير لاعباً اساسياً في مسيرة التحول الكبير الذي شهدته بيشة ، وتحولها من مجدر مدينة صغيرة ذات مرافق متواضعة الى واحدة من كبريات المحافظات التي تحوي منشآت حضارية متقدمة وعملاقة كالمستشفى الذي يعتبر من احدث المستشفيات بالمملكة، وسد بيشة الكبير ثاني اكبر سد في الشرق الأوسط,, وكذلك المدارس والكليات والمرافق المختلفة التي تعتبر بحق من أحدث وأجمل المباني في بلادنا.
** وأتصور ان من أهم عوامل نجاح الرجل في وظيفته قدرته على كسب واحترام وود وقناعة المواطن في محافظته,, ولعل آخر تلك النجاحات التي حققها قيامه بدور الاصلاح بين الناس كما حدث قبل أيام في قرية الجعبة احد مراكز المحافظة من اقناع ورثة احد القتلى في التنازل عن قاتل ابنهم.
ولابدَّ لي ان اعترف ان قربي من الرجل على امتداد عشرين عاماً مضت,, أتاح لي الكثير مما يمكن قوله عنه, ولذا فقد وجدت ان من حقه علينا نحن مواطني ومثقفي هذه المحافظة ان نقولها بهذه المناسبة,, التي اسعدتنا باعتبار انه يمثلنا نحن، ويمثل تطلعاتنا، واحلامنا، وطموحاتنا.
فلست اذكر ان الرجل دُعي الى عمل خيّر وفيه مصلحة عامة وتردد بل كان مشجعاً، ودافعاً لانفاذ تطلعات أبناء المحافظة.
** ان القيمة الحقيقية في نجاح أي محافظ,, أو فلنقل أي موظف قيادي آخر,, هي في قدرته على التلاحم مع مواطني محافظته والانصهار في بوتقتهم,, بحيث يصبح احد مكونات النسيج الاجتماعي للمجتمع، ومن هنا تنشأ علاقة الود بين المواطن والمسؤول,, والتي بدروها تؤدي الى صياغة جديدة لمفهوم المجتمع المدني المتفاعل,, ضمن إطار المجتمع الكبير الذي أسس بنيانه موحد هذه الجزيرة الملك عبد العزيز غفر الله له.
** ان فوز آل زلفة بجائزة أبها للموظف المتميز,, يدل ضمن دلالاته المختلفة على مصداقية الجائزة وعلى قدرة المحكمين في اختيار الرجل المناسب وفق المنظور الخدمي المتطور,, الذي يعطي الدليل على ان العاملين بنزاهة واخلاص، ودعوني اضيف ونظافة سيلقون التقدير والاحترام من ولاة الأمر,, الذين لاشك يسعدهم ان يروا مسؤولاً ما,, على هذا المستوى من النضج الاداري والاجتماعي.
** وان انسى لا انسى حرص الرجل على المشاركة الفعالة في أي لقاء او مناسبة ثقافية او اجتماعية او رياضية,, بل انه لم يكن يتردد اطلاقاً في حضور أي ملتقى يعتقد انه يمثل توجهاً نحو المزيد من العمل المثمر,, الذي يرى فيه تشجيع الشباب والاخذ بأيديهم الى فضاء الابداع والتألق.
** لقد اسعدني منح الجائزة له, ونشعر انها قد مُنحت لكل مواطن في هذه المحافظة الجميلة,.
فابوسعد يستحق جائزة التميز والمثالية فعلاً,, والله من وراء القصد.