في الاسبوع الماضي تناقلت وكالات الانباء العالمية نبأ فوز المواطن العربي المصري/ احمد زويل بجائزة نوبل العالمية في الكيمياء, تلقى زويل تعليمه الاساسي وجزءا من تعليمه العالي على ارض عربية, لقد سعد وطننا العربي الكبير بحصول احد ابنائه على جائزة لا يمنحها العالم الا لمن حقق انجازا علميا راقيا ومتميزا يعود مردوده على الانسانية جمعاء, جاءت الجائزة لتبعث فينا الامل بأننا امة تجاوزت او قريبا تتجاوز في اهتماماتها البكاء على الاطلال وانشاد ونشرب ان وردنا الماء صفوا,, ويشرب غيرنا كدرا وطينا الى المشاركة الجادة في صناعة التقنية والثورة العلمية المعاصرة, وكما ذكرت وكالات الانباء فقد علق زويل على الحدث مازحا بقوله: لقد تلاشى شعوري بالانفلونزا بعد سماعي بالخبر ولذا فإنني انصح بجائزة نوبل لكل من يصاب بهذا المرض , واذا كان الدكتور/ زويل يرى ان جائزة نوبل تشفي من الانفلونزا فانها متى ما حلت على اراض عربية وحفظت في خزائن مؤسساتها التعليمية فسوف تكون بالتأكيد مؤشرا قاطعا على تعافي نظمنا التعليمية تماما من عللها وامراضها المستوطنة على كل المستويات.
واذا تجاوزنا الحديث عن اختيار القيادات وتدوير مواقعها بدلا من احتكارها انطلاقا من ان الكفاءة هي العامل الحاسم في الوصول الى تلك المواقع، اقول اذا تجاوزنا هذا كله فان الحديث عن اصلاح حال التعليم لا ينفك ان يكون غالبا حول المعلم حسن اختياره وتأهيله وتقديم العون الفني له والمناهج حسن اختيارها، واساليب تقديمها، وفاعلية نظم تقييم ما تحقق للطالب منها , واذا ما قصرنا حديثنا حول موضوع المناهج فان الاهتمام لابد ان يتجه الى ما يثار احيانا من احاديث تصف المناهج بالقصور من حيث كمها، ملاءمتها للطالب وللزمان، وانفصالها عن التطبيق انني على يقين تام بان كل من يقوم على المناهج في وزارة المعارف وعلى كل المستويات القيادية يبذلون جهودا كبيرة لاظهار المناهج بصورة افضل.
ومع التسليم بأن القصور وارد دائما في اي عمل الا انني ارى ان احد اوجه مشكلة المناهج يتعلق بنظرتنا الى مفهوم تعلم الطالب اي ما يكتسبه الطالب فعليا من مفاهيم ومهارات وقيم.
في اعتقادي ان مشكلة المناهج سوف تتحول الى مشكلة مزمنة طالما نحن لا نبني استراتيجياتنا ولا نوجه افعالنا لتخدم تعلم الطالب الذي هو اهم نواتج العملية التعليمية, وهنا نطرح بعض الاسئلة: الى اي حد تخدم برامج اعداد المعلم تعلم الطالب ؟، والى اي حد تأخذ نظم تقييم الطالب في اعتبارها تعلم الطالب ؟، ماهو انعكاس برامج التدريب على تعلم الطالب ؟، كيف تنظر المجالس المدرسية الى تعلم الطالب ؟ بل هل هو في اجندة عملها؟ هل اختيارنا للقيادي ولفريق العمل يصب في خانة تعلم الطالب ؟ اذا كانت اجابة هذه الاسئلة سلبية فسوف يطول بنا الوقت قبل ان تصلح حال المناهج.
***
* وقفة تربوية:
طرح احد التربويين سؤالا: ما العلاقة بين المناهج وجسم مائي كبير ؟ وكانت الاجابة ان المناهج تشابه بحيرة سولت ليك العظمى, اما وجه الشبه فإن البحيرة طولها 85 ميلاً وعرضها 55 ميلاً وعمقها 15 قدماً وبالمثل فإن المناهج تأخذ اتساعاً طوليا مجهدا للطالب على حساب العمق القصير في الفهم والتطبيق.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر