ما حصل للوفد الاردني الذي يرأسه رئيس مجلس النواب السيد عبدالهادي المجالي اثناء زيارتهم للحرم الابراهيمي في مدينة الخليل على يد جنود الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين اليهود - يعطي مؤشرا لما ينتظر زوار الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في فلسطين، سواء في القدس او في الخليل، او في طريقهم الى بيت لحم، وكل الاماكن التي تصر اسرائيل على استلابها من حق الشعب الفلسطيني في استعادة ارضه المحتلة.
فالوفد الاردني الرسمي والذي يرأسه رئيس مجلس النواب في دولة عقدت معاهدة سلام مع اسرائيل ,,,!! ويعامل افراده بالصورة التي شاهدناها على شاشات التلفاز، جنود الاحتلال الاسرائيلي وبكل وقاحة يدفعون اعضاء الوفد الرسمي الاردني، ويحاولون تفتيش الاعضاء بما فيهم رئيس مجلس النواب، والمستوطنون اليهود على طريقة الفزعة الخبيثة التي يلجأ اليها البلطجية حينما يدّعون تفريق المتخاصمين، الا انهم في الحقيقة يكتّفون احد الخصوم ليضرب من قبل الخصم الآخر.
هكذا فعل المستوطنون اليهود,, شاركوا جنود الاحتلال اهاناتهم للوفد الاردني الرسمي، شدّاً وجذبا وشتائم,, وهو وفد يصنف من قبل الرسميين الاسرائيليين وفداً من دولة صديقة,,!!
ما تعرض له السيد عبدالهادي المجالي في الخليل، يذكرنا بما تعرض له الرئيس الفرنسي جاك شيراك اثناء زيارته للقدس المحتلة إبان حكم السيىء الذكر نتنياهو فقد دخل الرئيس الفرنسي الذي يمثل عظمة فرنسا وقوتها، دخل في عراك مع جنود الاحتلال الذين كان اقل ما يقال عنهم بأنهم غير مؤدبين وغير حضاريين، بل وقحون كوقاحة بلدهم ورئيس حكومتهم.
وقبل المجالي وشيراك تعرض وزير خارجية بريطانيا روبن كوك الى اهانات وشتائم من جنود الاحتلال والمستوطنين اليهود.
كل هذه الحالات التي ارتكبت ضد مسئوليين دوليين لدولهم علاقات مميزة مع اسرائيل ، تكشف المستوى الاخلاقي والسلوكي للاسرائيليين عموما، وتؤكد ان المقدسات الاسلامية والمسيحية لا يؤمن عليها ولا على زوارها من هؤلاء الذين يحتقرون كل انسان غير يهودي.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com