يعتبر الجلد مرآة تعكس الحالة الصحية للشخص ونضارة الجلد وحيويته تدل على الصحة السليمة والتغذية الجيدة وما شحوب الجلد وجفافه وخشونته الا احد مظاهر اعتلال الصحة, ويرتبط الجلد ارتباطا وثيقا بالحالة النفسية للشخص ويكون الارتباط بينهما على اساس ان هناك امراضا جلدية تنجم عن اعتلال ما بحالة الشخص النفسية كما ان هناك امراضا جلدية تؤثر سلبيا على حالة الانسان النفسية مما ينجم عنه مرض نفسي هو في الواقع اكثر تأثيرا من المرض الجلدي نفسه.
وعندما نتكلم عن الحالة النفسية او المرض النفسي فليس المقصود به جنونا او انفصام شخصية وانما الامراض النفسية تتراوح ولعل اكثرها شيوعا هو القلق والشعور بالاحباط وعدم الراحة او الخوف من مواجهة الآخرين.
بعد هذه المقدمة نتناول الامراض الجلدية الناجمة عن الحالة النفسية ان من اكثر الامراض الجلدية شيوعا نتيجة لتعب ما اصاب الحالة النفسية للشخص لهي الحكة التي قد لا تكون شعورية في اكثر الاحيان حيث نجد شخصا ما قد انتابته نوبة من القلق او الضيق يقوم بحك جزء ما من جلده بعنف وغالبا ما يكون هذا المكان سهل المتناول كالفخذ مثلا، او آخر اسفل الرقبة او فروة الرأس وهذه الحكة تولد اصابة في الجلد وهذه الاصابة تسبب حكة بحد ذاتها وتبدأ كحلقة مفرغة.
ويكون العلاج هنا بعلاج السبب وازالته بالاضافة الى علاج لايقاف الحكة حتى يستعيد الجلد عافيته, اما الامراض الجلدية والتي تسبب ألما نفسيا ربما يكون مبرحا فهي كثيرة من اهمها,,, تغير لون الجلد بالبياض كالبهق والفطريات وبالسمرة كقناع الحمل وتأثيرات الشمس الضارة او بوجود شعر في الوجه بالنسبة للسيدات او بزوال شعر من مكانه كالثعلبة وفي الحروق وخلافها , والعلاج هنا بدراسة المرض وتشخيصه ثم مساعدة الاخ او الاخت المصابة بالعلاج الناجح والمساعدة النفسية من حيث تفهم المعاناة وعلاجها وتطمين الاسرة وارشاد المصاب الى التأقلم مع الحالة حتى يتم علاجها, ولعل كثرة الضغوط النفسية في مجتمع الحضارة مما يستدعي اخذ الامور بروية وهدوء وتقبل الواقع برحابة صدر.
د, عبدالعزيز الجرباء
استشاري مشارك امراض جلديةبمستشفى الملك فهد للحرس الوطني