الخوف الفوبيا د, سميرموسى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني |
يمكن ان يعرف الخوف على انه استجابة غير معقولة وغير طبيعية واحيانا كثيرة مرضية تجاه شيء معين او موقف او اثارة من نوع معين التي لا تشكل اي استجابة معقولة في الاحوال الطبيعية وعند الناس غير المرضى، لذلك النوع من الخوف وتكون الاستجابة بالقلق او بحالة من الهياج والهلع والذعر.
وهناك انواع كثيرة من الخوف معروفة مثل الخوف من المرتفعات او المباني العالية او الخوف من التجمعات البشرية الكبيرة كالاماكن العامة اوالخوف من الانفراد بالنفس، وهناك الخوف الوسواس الذي يرتبط بالضمير ويجعل الانسان يكرر احد الافعال السلوكية خوفا من الخطأ والنسيان, ويرتبط الخوف المرضى باحداث معينة حدثت في الطفولة او خلال سنوات العمر، وهذا الخوف الذي يتعرض له الانسان في طفولته أو عمره الاوسط ويستجيب لهذا المؤثر في اول الامر ثم يرتبط الموقف في ذهنه ويخزن في اللاشعور، فاذا تعرض مرة اخرى تكون الاستجابة هي الهياج والقلق وعدم الاستقرار لذلك يضطر الانسان الى تجنب هذه الاشياء وهذه المواقف باستمرار ويتحول هذا التصرف الى مرض الخوف (الفوبيا).
الانفعال الخوفي يجيء في شكل انفعال من جانب الانسان المريض لا يتناسب اطلاقا مع الخطر المفهوم من الموقف او الاشياء وهذا لا يكون له اي تفسير مقنع ولا يخضع لسيطرة الانسان المريض وهذا يقود الانسان الى تجنب هذه الاشياء.
وهناك انواع معينة من الخوف لا يمكن تجنبها مثل الخوف من الامراض أو الخوف من الموت, والانسان الخائف تعتريه درجة كبيرة من القلق وعدم الاستقرار والهياج واحيانا يكون مشغولا جدا باحتمالية مقابلة هذه المواقف او الاشياء التي تثير قلقه وهياجه واحيانا يخاف جدا من تجربة القلق نفسها التي تعتريه بعد التعرض لمواقف فيصبح خائفا من الخوف نفسه (فوبوفوبيا) وهذا يدعوه الى الانعزالية والعجز وعدم القدرة على الحياة السوية او التعامل مع النشاطات اليومية في العمل اوالمنزل او حتى الشارع.
*انواع الخوف:
1- الخوف من الاماكن المزدحمة، وهو من الانواع كثيرة الحدوث والتي يقابلها الاطباء في عياداتهم كثيرا وهناك 75% من المرضى نساء وتبدأ من عمر 15 عاما الى 35 عاما وتكون ظاهرتها قلقا عاما او اكتئابا او وسوسة وعدم السيطرة على الذات لو تعرض المريض لأماكن مزدحمة او خرج الى الأماكن العامة منفردا ولا تستجيب للعلاج السلوكي عادة.
2- الخوف الاجتماعي، وهو ايضا بين النساء في سن 15 الى 30 عاما وفيها تقلق المريضة اذا تعرضت لمواقف اجتماعية معينة مثل الاكل او الشرب او الكتابة او القراءة في مجموعات.
3- الخوف من الحيوانات، وهذا يكون مرتبطا بالانسان من طفولته ويكون خوفا من حيوان من سلالة معينة وليس كل الحيوانات ويكون القلق خاصا بهذا الحيوان وليس قلقا عاما مثل الانواع السابقة والنساء ايضا يتعرضن اكثر لهذا النوع ويستجبن جدا للعلاج السلوكي.
4- انواع معينة من الخوف، مثل الخوف من العواصف الرعدية ومن الريح ومن المرتفعات والظلام,, الخ, والقلق منها ايضا من نوع خاص وليس قلقا عاما ويستجيب ايضا للعلاج السلوكي.
5-الخوف من المرض، وهنا يكون المريض مشغولا جدا بالخوف من الامراض مثل السرطان امراض القلب، الامراض الجنسية اوالموت,, الخ,, والاعراض عادة سطحية وتأخذ شكل الاعراض شكل الاعراض الوسواسية (الخوف الوسواس).
6- الخوف الوسواس يأخذ شكل الاحساس بالقهر الذي يحاول فيه المريض المقاومة ولكنه لايستطيع الفكاك منه مع معرفته التامة وعلمه بان هذا التصرف غير طبيعي وغير معقول مثل الخوف من ايذاءالناس او الخوف من النجاسات والاوساخ الذي يقودالىغسل الايدي بكثرة وبدون سبب.
* علاج الخوف:
1- علاج الخوف والاعراض الوسواسية شهد تقدما كبيرا او تحديثا في طرق العلاج بادخال العلاج السلوكي وايضا العلاج بالادوية الحديثة,, ويقوم العلاج السلوكي على طريقتين هامتين هما:
* طريقة ازالة الحساسية النظامية.
* طريقة الغمر او الاغراق.
وتعتمد الطريقة الاولى على تعويض المريض للموقف او الاشياء التي يخاف منها بالتدريج وباستعمال الرسومات او التماثيل الصغيرة ثم التعريض للموقف بعد ذلك بالتدريج والتواصل.
وتعتمد الطريقة الثانية على اغراق المريض في الموقف او العرض للاشياء التي يخاف منها بصورتها الكاملة وليس بالتدريج مثل:
العواصف الرعديةاو المرتفعات يعالج جيدا بالطريقة الاولى بالتعرض بالتدريج مع الاكثار من المؤثر نفسه ويكون في حالة من الارتخاء حتى لا يتعرض للقلق او اثارته.
يمكن العلاج ايضا بالطريقة الثانية وهي مثل العلاج بالصدمة وفيها يتعرض للمواقف او الاشياء بسرعة وبشدة وهذه تكون مفيدة في علاج المخاوف العامة مثل الخوف من الاماكن المزدحمة اوالمواقف الاجتماعية.
|
|
|