الطفل الشقي المخرب
الشقاوة الزائدة والتخريب تسمى في المصطلح الطبي بنوبات الخلق وفي هذه النوبات يصب الطفل جام غضبه على ما تصل اليه يداه من ادوات المنزل وغيرها، فيقوم بتكسير الاواني الزجاجية، ضرب الاثاث وتكسيره، رمي الاواني وتخريب الاشياء، تقطيع الجرائد والمجلات وغير ذلك,
وتلاحظ هذه التصرفات في الطفل الطبيعي او شديد الذكاء كثير النشاط، في المرحلة السلبية من العمر (1 - 3 سنوات) وهي فترة تأكيد الذات وحب التملك والاستقلالية، وتكثر هذه النوبات وتتأثل بمساعدة الوالدين الذين يقومون بتدليل ابنهم، او كرد فعل لقلة الحنان وسوء المعاملة.
ويتركز العلاج بحماية الطفل من نفسه، واهمال ما يقوم به من اعمال، وعدم نهره او توبيخه، بل ان احساسه بعدم قيمة عمله هو العلاج، وقد لوحظ ان هؤلاء الاطفال تقل لديهم تلك النوبات عندما يكونون وحدهم، اما عندما تستمر الحالة بعد السنة الرابعة من العمر، وخصوصاً مع اعراض اخرى سلوكية او حركية فيجب عرضه على الطبيب لتقييم الحالة.
إيذاء النفس
قد يقوم الطفل بضرب رأسه في الحائط، او حاجز السرير، وقد يتساقط الشعر نتيجة لتكرار هذا السلوك، وتلك الظاهرة طبيعية في بداياتها، وتكثر في المرحلة السلبية من العمر، ويستخدمها الطفل كأسلوب للتفاهم مع والديه لتنفيذ رغباته، فهو يعلم ان ذلك يقلقهم، ويحس بذلك، وانهم يلبون طلباته في محاولة لايقافها، فيستمر في تكرارها للضغط عليهم، وقد يتغير الاسلوب ويتلون الى سلوك آخر فيبقى مركز الاهتمام.
وكما قلنا فإن الاسباب تكون مرتكزة على اسلوب تعامل الوالدين معه، وزيادة تدليله فإن الوقاية خير من العلاج بعدم الافراط في التدليل وان يعرف الوالدين الفرق بين الحب والدلال، اما العلاج فيتركز في اهمال الافعال واهمال ما يقوم به، ومراقبة الطفل من بعيد، وذكر اسم الله عليه وإحساسه باهمال ذلك السلوك وعدم تنفيذ طلباته، وزيادة جرعات الحب بدون نوبات واشغال فكره ويديه ما امكن.
فقدان الوعي
تلك هي احدى السلوكيات المفزعة للوالدين، الدالة على ذكاء الطفل ومقدرته على قراءة اساليب والديه والتعامل معهم بذكاء يتكرر منظر الأم المفزوعة عند زيارتها للطبيب، وشكواها ان ابنها كان سليماً معافى، يلعب ويمرح وقد طلب منها قطعة حلوى، وعندما رفضت سقط مغشيا عليه، هل لديه مرض ما؟ لقد تكرر المشهد عدة مرات لابد انه مريض! وعند الفحص الاكلينيكي تجد الطفل سليما معافى، وعند ذكر ذلك للامهات تجد علامات عدم الاقتناع، انه احد سلوكيات الطفولة، اسلوب يجعل الوالدين يرضخون لطلباته، وعند تنفيذ ذلك تزداد الطلبات، ويتكرر المشهد، ويكمن العلاج في اهمال الحالة، ومراقبته من بعيد، وعدم الرضوخ لطلباته وتنفيذها, وفي نفس الوقت عدم توبيخه ونهره.
الغيرة وحب التملك
الغيرة غريزة طبيعية في الكبار والصغار، تظهر لدى الاطفال في بداية السنة الثانية، وتزداد في السنة الثالثة من العمر، عند ظهور الشخصية الفردية وحب التملك، فنرى ذلك من خلال النطق (لي، حقي، ملكي) او من خلال الفعل، فيقوم بخطف العاب الآخرين، او عدم الاقتناع بما معه من اشياء وطلب ما لدى الآخرين، ولكن تلك التصرفات تقل مع نضوج الطفل (4 سنوات) وتزداد الغيرة وضوحا عند قدوم مولود جديد، يستقطب حنان الوالدين، فيشعر بأن شيئا من حقوقه قد سلب، فيحس بعدم الامان، وقد لا تظهر تصرفات الغيرة بشكل واضح، ولكن قد تنعكس على سلوكياته، يتعود مص الاصابع بعد اختفائه، وان يتغير اسلوب كلامه الى الاسلوب الطفولي، ان يحدث لديه التبول اللاارادي الليلي الثانوي او اي نوع من اشكال سوء المعاملة.
وعلاج ذلك معتمد على الوالدين، فالوقاية خير من العلاج، بمنع حدوثه، من خلال معرفة الطفل وحسن التعامل معه، واعطائه قدرا من الحب والحنان، واحساسه بأهميته وقيمته مع وجود اخ اصغر منه، واهمال ما يقوم به من اعمال.
د, عبدالله الصبي
أخصائي أطفال