* جنيف أ,ف,ب
سيبلغ عدد سكان الارض رسميا بعد غدٍ الاربعاء في 12 تشرين الاول/ اكتوبر ستة مليارات نسمة، اي اكثر من اربعة اضعاف ما كان عليه في مطلع القرن الحالي، ويعتبر هذا النمو الديمغرافي الهائل نتيجة ارتفاع نسب الولادات في الدول النامية حسب الامم المتحدة التي تحتفل بهذه المناسبة وسط التكتم.
وتتزامن ولادة من يكمل المليارات الستة، في مكان ما في العالم يرجح ان يكون في العالم الثالث، مع القاء خطب رسمية في مقري الامم المتحدة في نيويورك وجنيف ومنح جوائز لمسابقة رسوم للاطفال تنظمها احدى صحف مدينة جنيف.
وتوصل كمبيوتر صندوق الامم المتحدة للسكان الذي يقوم بدرس التغييرات الديمغرافية في الكرة الارضية الى ان عدد السكان سيبلغ ستة مليارات نسمة في 12 الشهر الحالي الا انه لم يذهب الى حد تشخيص ولادة الطفل الذي سيكمل الرقم المذكور.
وافاد صندوق الامم المتحدة للسكان في تقريره السنوي ان عدد سكان العالم تضاعف اربع مرات منذ مطلع القرن العشرين وارتفع من 1,6 مليار الى ستة مليارات نسمة محققا بالتالي تزايدا سريعا لا مثيل له في التاريخ.
واكد الصندوق ان توقعات متوسط الأعمار قفزت من 46 الى 66 عاما نظرا لتحسن ظروف الحياة والصحة في العالم وذلك على الرغم من الفروقات المستمرة والتي تزيد حدتها احيانا بين المناطق المتطورة والاخرى النامية.
واضاف الصندوق ان الدول النامية تشكل اكثر من 95% من نسب النمو الديمغرافي منذ مطلع القرن وخصوصا في افريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.
لكن هذا النمو سجل تباطؤا في اوروبا وامريكا الشمالية واليابان باستثناء الولايات المتحدة نظرا للمعدلات العالية للهجرة باتجاه هذا البلد.
واشار الصندوق الى ان هذا الازدياد السكاني غير المتساوي في توزيعه ادى الى وجود مليار نسمة ممن يعيشون وسط الفقر، أي أنهم ليسوا قادرين على تلبية حاجاتهم الأساسية.
ويعيش 4,8 مليارات نسمة في الدول النامية محرومين من المستلزمات الاساسية للنظافة ولا يتمتع ثلثهم بمياه عذبة، يتجنب صندوق الامم المتحدة التحدث عن مياه شفة في حين يفتقد ربعهم الى اماكن لائقة للسكن.
وأكد الصندوق ان هذا المد الديمغرافي يؤدي الى تزايد الضغوط على الكرة الارضية بسبب الاستهلاك غير المتوازن والاسراف وازدياد الطلب على الطعام والمياه.
اضافة الى ذلك، هناك ظاهرة ازدياد حرارة الارض والتغييرات المناخية المحتملة وما ينجم عنها كاحتمال ارتفاع مستوى مياه البحار ومضاعفة الاعاصير والفيضانات التي تترك اثارها اكثر فأكثر على سكان المدن.
وفي هذا المجال، اعتبر الصندوق ان 60% من سكان الارض سيعيشون في المدن عام 2050م عندما سيبلغ عددهم 8,9 مليارات نسمة نظرا لتزايد السكان في افريقيا وآسيا، بينما سيزداد عدد سكان اوروبا وامريكا الشمالية بوتيرة اقل.
الى كل هذه الكوارث وكأنها لا تكفي يضاف الى اللائحة مرض الايدز، الذي يجتاح افريقيا اكثر من غيرها ويصيب شخصا كل 11 دقيقة حسب صندوق الامم المتحدة.
واخيرا يعتبر تقرير الصندوق ان مسألة انضمام مليار نسمة جديدة الى البشرية، آجلاً ام عاجلاً ومن ثم مليار آخر تتعلق بالقرارات التي ستتخذ في غضون السنوات العشر المقبلة لمعرفة ما اذا كانت هذه المليارات ستكون محكومة بالفقر والحرمان ام لا.
|