من أهم السياسات المتبعة في الولايات المتحدة الامريكية هو تغيير الرئيس الامريكي كل اربع سنوات وغالبا ما يتم ترشيح آخر في جو من الديمقراطية والتغيير في الادارة امر مطلوب بهدف التحديث والتطوير,, وهو أمر متبع في الكثير من الادارات ذات السمة غير السياسية.
التغيير الاداري مطلوب بالحاح إلا ان ثمة اسلوبا حضاريا ينبغي اتباعه,, وثمة ما يسمى بالعلاقات الانسانية التي لابد من اخذها بعين الاعتبار,, إذ ليس اجمل من المواجهة والمكاشفة في هذه الامور وربما يكون التغيير هاما لادخال روح جديدة في العمل ولكن في الوقت ذاته لابد الا يكون اول ضحايا هذا التغيير هو المدير السابق الذي كان عاملا مخلصا متفانيا وأضعف الايمان هو مكاشفته بالتغيير الذي سيتم وانهاء فترة ادارته بمنتهى المودة والاحترام (خاصة وانه لم يقترف اثما او ذنبا يدينه او يعاقب بجريرته !! ،ذلك تقديرا لفترة خدمته,, لكن ذلك لايتم غالبا كما يجب,, بل قد يصل الامر إلى ان يأخذ الامر طابع الغدر وعدم الوفاء لمن عمل واخلص وتفانى,, وربما يعود عدم المواجهة إلى واحد أو أكثر من اسباب غير عقلانية أذكر منها:
1- الاعتراف الضمني بكفاءة وقدرة وقوة شخصية المدير السابق وعدم وجود ثغرة عليه وبالتالي فمن الطبيعي من وجهة نظر المسؤول الاعلى منه عدم القدرة على مواجهته,, وتأجيل قضيته فلعله ينساها مع مرور الزمن وتعاقب الليالي والايام!!
2- الرغبة في التغيير لاسباب غير موضوعية (شخصية) اما لاعتبار خاص بالمدير الجديد او لاعتبارات اخرى هامشية وربما لان مزاج المسؤول الاعلى يريد ذلك دونما تبرير!!
3- الاحساس العميق بأن المسؤولية والقيادة الادارية شرف كبير ومنحة عظيمة لمن ينالها فهي تسهل له الكثير من الامور وهي تدفع الناس إلى احترامه وتقديره ووضع الاعتبار له وهي تمنحه سلطة لذيذة تجعله دائما ذا كلمة نافذة ومن هذا المنطلق فإنه ليس من السهل ابعاد هذا الموظف عن كرسيه لان ذلك شبيه بالقتل معنويا ولذا ليس افضل من وضعه امام الامر الواقع وذلك بانتهاز الفرصة واتخاذ اللازم في فترة غيابه في اجازة او ما إلى ذلك فهذا هو الوقت المناسب لكي يعود ويجد الامور قد تغيرت تماما وان هذا المكان لم يعد مكانه!!
* * *
تقدّمتني اناسٌ كان شوطُهم وراء خَطوي لو امشي على مهلِ فإن عَلاني مَن دوني فلا عجبٌ لي أسوةٌ بانحطاط الشمس عن زُحَلِ |