Monday 11th October, 1999 G No. 9874جريدة الجزيرة الأثنين 2 ,رجب 1420 العدد 9874


دقات الثواني
الألباني,, مدرسة الحديث

فجعت الامة الاسلامية يوم السبت 22/6/1420ه (3/10/1999م) بوفاة العلامة محمد ناصر الدين الالباني، وانضم الى علماء فقدتهم الامة هذا العام الذي اطلق عليه بعضهم عام الحزن بفقد العلماء.
لقد ظل علم الحديث متوقفاً بعد جيل المحدثين الاولين الذين بذلوا جهوداً كبيرة في تدوين الحديث الشريف حتى ألفت الكتب في صحيحه وضعيفه ومكذوبه ودونت كل صغيرة وكبيرة عن رجاله، حتى وصل الامر الى الاعتقاد بأن البحث في علوم الحديث قد اكتمل بحيث لم يعد لباحث فضل زيادة فيه، ولكن الشيخ الالباني استطاع ان يؤسس مدرسة جديدة في علم الحديث، كان اهم معالمها تنقية السنة الشريفة مما يعرف عند علماء الحديث بالمردود (الاحاديث المكذوبة والضعيفة) وألف كتباً خصصها للاحاديث الصحيحة، واخرى للاحاديث الموضوعة والضعيفة، وعزل الصحاح عن الضعاف في كتب السنن وغيرها، وخرَّج احاديث بعض كتب الحديث، وألف كتباً او رسائل في تخريج بعض الاحاديث، ونقد نصوصاً حديثية في الثقافة الاسلامية، ودافع عن الحديث النبوي والسيرة بالرد على من الفوا فيها، وألف في بعض المسائل مستنداً الى الاحاديث الصحيحة، الى غير ذلك من جهوده العلمية المميزة التي جعلته مدرسة حديثة في الدراسات الحديثية تذكِّر بجهود السلف في هذا العلم الذي يأتي بعد القرآن الكريم.
لقد ألف الشيخ او حقق مئة كتاب في علم الحديث، طبع منها مايقارب (70) كتاباً بين كبير في مجلدات وصغير في وريقات، ويجمعها كلها انها جعلت الشيخ مدرسة حديثية واستحق - حقيقة- ان يطلق عليه محدِّث العصر، الذي لايستغني باحث في هذه الايام عن الرجوع الى آرائه في تضعيف حديث او تصحيحه، بل إن الباحثين يكتفون برأيه عن الرجوع الى كتب الحديث الموثوقة لما وصل اليه الشيخ من ثقة به في هذا الفن.
علىان مما اعان الباحثين منهج الشيخ الواضح الدقيق في دراسة كل حديث وبخاصة في كتابيه (سلسلة الاحاديث الصحيحة والضعيفة) حيث يعطي حكماً دقيقاً واضحاً في درجة الحديث ثم يفصل ذلك بمنهج علمي، فغير الباحث يكفيه الحكم العام، والباحث يبحر مع الشيخ في تخريج الحديث فيرى جهداً لايقل عن جهود اوائل المحدثين.
ومن حسنات الشيخ انه تخرج على يديه تلاميذ اشتغلوا بعلم الحديث على منهجه في كل البلاد التي اقام فيها،فكان هؤلاء انتاجاً للشيخ بل صدقة جارية كمؤلفاته التي ستبقى كما بقيت كتب رواد الحديث من السلف، وقد ألف احد تلاميذه (سليم الهلالي) كتاب (الجامع المفهرس لاطراف الاحاديث النبوية والآثار السلفية التي خرجها الشيخ في كتبه المطبوعة حتى عام 1409ه) ويقع في مجلدين في (1200)صفحة.
لم اتتلمذ على الشيخ لافي مدرسة ولامسجد، ولكنني احمد الله انني تتلمذت على كتبه ورجعت لاكثرها،وكانت ومازالت هي المرجع الاول لي اذا اردت التأكد من درجة حديث وبخاصة مما يدور كثيراً على الألسن، فهو ثقة في علمه، لايعرف المجاملة، وان كانت صلابته في علم الحديث وغيره قد سببت له المشكلات في حياته، ولكن هذا شأن المصلحين والعلماء.
رحم الله الشيخ الالباني، فهو امة في علم الحديث، وقد خسر بوفاته المسلمون خسارة عظيمة لايجبرها الا آثاره الخالدة.
د,عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
ندوة الجزيرة
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
الطبية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved