ان التعليم هو احد هذه الشرايين المهمة وإحدى القنوات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن على حد سواء، ومن هذا المنطلق آمل طرح قضية خريجات كليات التربية على وجه العموم، ومن خلال هذا المقال.
وما اريد طرحه هنا على المسؤولين يتعلق باخواننا وبناتنا خريجات بعض الاقسام في كل من كلية التربية في بريدة وكلية التربية في عنيزة، فنحن نعلم يقينا ان الرئاسة العامة لتعليم البنات جندت جل طاقاتها للوصول بالفتاة الى اعلى المستويات ولم تبخل في توفير كافة السبل وبتوجيهات كريمة للرقي بمستوى التعليم العام والتعليم العالي، ولان صفة الكمال لله وحده سبحانه,, فانني ومن خلال منبر جريدتكم الغراء اطرح قضية خريجات بعض الاقسام,, ولعلنا نأخذ على سبيل المثال لا الحصر (قسم التاريخ) في كلية التربية للبنات في بريدة، هذا القسم يعتبر الوحيد في منطقة القصيم وكلية التربية في بريدة هي الوحيدة في المنطقة التي تمنح درجة البكالوريوس في هذا التخصص خريجات هذا القسم بعد تخرجهن لانجد لهن مكاناً بين زميلاتهن من خريجات الاقسام الاخرى فتبدأ مرحلة البحث والتحري لنزول وظائفهن وتبدأ سلسلة الاتصالات فمن مكتب الديوان العام للخدمة المدنية مروراً بمكاتب التوجيه والاشراف بمناطق القصيم كلها,, وقليل منهن من تحصل على هذا الحق والكثير منهن يرد بحجة عدم نزول وظائف للمعلمات حالياً,,! رغم الحاجة الماسة في بعض المدارس بالمنطقة لخريجات هذا القسم ومهما كان حجم الخريجات والذي لا اظنه يتعدى المائة خريجة فأكاد اجزم بان منطقة مثل منطقة القصيم بحاجة لهذا التخصص لاسيما وان هذه الكلية هي الوحيدة بالمنطقة التي تغذي مدارس البنات والتي تربو على الف مدرسة.
ونرجو من القائمين على هذه الصروح التعليمية من ادارات تعليم ومندوبيات عمل دراسة لاحتياجات المدارس من هذه الاقسام فاذا كان هذا القسم من الاقسام العقيمة والتي لايكاد يلتحق بها الا اعداد بسيطة، فلماذا تم استحداثه اصلاً؟ وبدل ان نطالب بفتح قسم مماثل في كلية التربية بعنيزة لسد حاجة المدارس اصبحنا نطالب بإقفال هذا القسم في كلية التربية في بريدة لان الواقع ان هذا القسم يعتبر ضرورة ملحة في واقع يفرض علينا عكس ذلك, وهناك وقائع حقيقة عن بعض المدارس في منطقة القصيم وعن مدى حاجتها لهذا التخصص لعدم وجود متخصصة اصلاً ونجد خريجة قسم الجغرافيا او التاريخ قد اقحمت بالاجتماعيات كاملة مما يجعل نصابها يصل الى 22 و24 حصة في الاسبوع بل ان بعض المدرسات يكملن في مدارس اخرى والهدف سد النقص والوصول الى النصاب المفروض والقانوني (بنظرهم)!فهل يعقل ان تنتقل الفتاة من مدرسة الى اخرى لإكمال النصاب وسد هذا العجز مع الاخذ بالاعتبار ان هذه الاحداث تجري في كثير من الاحيان في قرى وهجر المنطقة والتي يغلب عليها وجود مجمعات بالمراحل الثلاث تقريباً.
املنا كبير في ان ينظر لهذا الوضع بمنظار موضوعي وجدي ولاننسى ان كثيراً من الفتيات قد تكون العائل الوحيد لعائلتها ويكون مرتبها جزءاً من كرامتها حتى لايهدر دم وجه عائلتها، ولنحفظ كرامة بناتنا من ان تهدر من خلال ايجاد وسيلة الكسب الشريف وأنعم بها من وسيلة الا يكفي انها تربية جيل؟ والله من وراء القصد.