* القدس المحتلة- (د,ب,أ
بدا ان العلاقات بين إسرائيل والنمسا في طريقها الى الدخول في نفق الأزمة في أعقاب انتقاد إسرائيل الحاد لنتائج الانتخابات النمساوية التي جرت يوم الأحد الماضي، وتهديدها بإعادة تقييم العلاقات مع فيينا إذا ماشارك حزب الحرية اليميني الذي يتزعمه يورج هايدر في الحكومة المقبلة.
ونقلت صحيفة معاريف اليومية أن وزير الخارجية النمساوي فولفجانج شوسيل تحدث حديثا مطولا مع نظيره الاسرائيلي ديفيد ليفي، في محاولة لحمل الجانب الاسرائيلي على سحب تهديده باستدعاء السفير الاسرائيلي في فيينا في حالة مشاركة هايدر في الحكومة النمساوية المقبلة.
وفي الوقت ذاته هاجم هايدر ليفي في لقاء مع التلفزيون الاسرائيلي مساء يوم الجمعة قائلا ان وزير الخارجية الاسرائيلي يجب أن يتعلم من الاوروبيين.
وأوردت صحيفة معاريف ان ليفي رفض اثناء محادثاته مع شوسيل،أن يسحب انتقاده لهايدر أو تهديده بإعادة تقييم علاقات إسرائيل مع النمسا ونقلت الصحيفة الاسرائيلية عن مصدر دبلوماسي رفيع وصفه العلاقات بين البلدين بالتوتر والانحسار.
ويذكر ان فوز هايدر في الانتخابات النمساوية التي جرت يوم الأحد الماضي حيث خرج حزبه كثاني اكبر قوة سياسية على الساحة النمساوية قد اثار ردود أفعال غاضبة بين الزعماء والسياسيين الاسرائيليين الذين تذكرهم السياسات القومية والمعادية للاجانب التي ينتهجها حزب الحرية بالعهد النازي في النمسا, وذكرت صحيفة الجيروسالم بوست أن شوسيل حاول ايضا إقناع ليفي بالموافقة على إصدار بيان مشترك مع النمسا لاعادة التأكيد على العلاقات الطيبة بين البلدين.
وكان هايدر قد رد على الانتقاد الذي وجهه ليفي قائلا انه من الواضح أن وزير الخارجية الاسرائيلي قد فقد اعصابه .
وأثناء المقابلة التي أجراها معه التلفزيون الاسرائيلي، اقترح هايدر أن يتعلم ليفي من الاوروبيين الطريقة المثلى لاقامة علاقات سلمية.
وقال هايدر أثناء المقابلة التي وضع لها ترجمة بالعبرية على الشاشة اعتقد ان إسرائيل على وجه الخصوص مازال يتعين عليها القيام بالكثير من أجل التوصل الى السلام مع جيرانها، كما نفعل نحن في أوروبا وكما أفعل أنا كرئيس لولاية في جنوب النمسا .
واضاف هايدر وهذا هو ما اريد ان ارى ليفي يفعله اي أن يتخذنا كمثال يحذو حذوه واذا كان بحاجة الى نصيحة فإنني مستعد لدعوته لزيارتنا ليرى كيفية إدارة سياسات السلام .
وفي تلك الاثناء قال نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي الحاكم لصحيفة هاآرتس الاسرائيلية أن هايدر لن يشارك في الائتلاف الحكومي المقبل في النمسا.
ففي مقابلة نشرتها الصحيفة يوم الجمعة قال هاينز فيشر ان الاشتراكيين الديمقراطيين لن يضموا تحت أي ظرف من الظروف هايدر في الائتلاف القادم فهو لايعد شريكا مناسبا بالمرة في الحكومة .
غير ان فيشر نفى في الحديث الذي اجرته معه الصحيفة الاسرائيلية ان يكون هايدر من النازيين الجدد او المعادين للسامية.
وقال فيشر لو كان من النازيين الجدد لما فاز بكل هذا التأييد وعلى هذا فلا داعي لان تهدد الحكومة الاسرائيلية بإعادة تقييم العلاقات مع النمسا .
وعلى صعيد آخر ذكرت إحدى الاصدارات الاسبوعية الاسرائيلية لليهود الارثوذوكس المتشددين أن أربعة حاخامات من الارثوذوكس المحافظين ترجع أصولهم الى اسرائيل قد ارسلو خطابا الى هايدر يهنئونه فيه بالفوز في الانتخابات المحلية في النمسا قبل ستة اشهر.
وقد اكد اثنان من الحاخامات الوارد ذكرهم تلك الرواية ونقل عن احدهما قوله ان الخطاب كتب استجابة لطلب من بيتر زيكروفكسي أحد أعضاء حزب الحرية من اليهود والعضو في البرلمان الأوروبي, وقال الحاخام المعني للمجلة الأسبوعية الدينية لقد أعربنا عن أملنا في أن يساعد هايدر في إرساء وتأكيد وضع اليهود في النمسا .
|