نملك (من باب الترجمة الحرفية ل(We Have) كتابا كنت اتمنى لو عاشوا عصر الوراقين في الزمن العباسي, حيث لا يكلفك تصنيف كتاب (لاحظ: ليس تأليف أو إنتاج أو إبداع وإنما تصنيف) سوى حفظ ما في دكانك من مخطوطات أغلبها زركشة كلامية أو (تصحيح ما قال فلان عن التصحيح) ثم (تصحيح ما قال فلان عما قال فلان عن التصحيح) أو بحث ضخم عن (كم) ورد حرف النون في معلقة الأبرص! أقول لو عاش كل كتابنا هذا الزمن! لأتشفي بهم!! ومن هؤلاء (الروائي) إن لم يكن الشاعر ناصر سالم الجاسم الذي ما ان طبع له (نادي القصة السعودي) روايته الأولى (إن لم يكن ديوانه الأول) حتى صار لقب (الروائي) إن لم يكن (الشاعر) يسبق بتفخيم اسمه الثلاثي وما هم إن كان روائيا أو شاعرا!! المهم أنه دبج لقاء مع القاصة المميزة (هيام المفلح) وهذه في تقديري أول كتابة صحفية له! قال سؤاله الأول: في لحظة تشبه الموت ينهار النص بين يديك أو يتوقف نموه فكيف تستطيعين إنقاذه او تشييد بنيانه من جديد؟! أ,ه, لاحظتم السؤال طبعا! لا تعيدوا قراءته! فهذا لن يفيدكم في شيء, فقد سبقتكم الى ذلك مستعينا بكتاب عن الذاكرة ولم أصل الى نتيجة, سوى ان الرجل لا يدري كيف يقدم نفسه للكاتبة على انه ذو ثقافة تسيطر على مفرداته فيعرف مسبقا ان النص بين يدي (هيام) لاحظ ليس على أوراقها ينهار,, ثم يصبح اكثر ثقافة حين يستدرك: أو يموت أو يتوقف نموه,, نعوذ بالله من كل هذه المفردات التي تذكر بأقسام الحوادث في المستشفى على أقل تقدير!! ويسأل بعد هذه المقدمة الجنائزية (هياما) كيف تستطيع إنقاذه؟! وهذا الافتراض السمج لم أقرؤه في مقابلة مطلقا ولا ثمة نص لهيام نشر على (كرسي متحرك)!, ولا مبرر للسؤال عن نص بهذه البشاعة,, خاصة ان نصوص (هيام المفلح) لا توحي بذلك لا من قريب ولا من قريب!, نصوص هيام مبنية بمعمار هندسي راق مميز وتشتغل على قضية شبه محورية: علاقة الانثى بالواقع: الرجل: الزوج: الأخ: الشارع.
الانجاب: التقاليد التي جعلها الناس مع الزمن شبيهة ب(المقدس) ودخلت ضمن إطار التابو,, لخ, ليس ما لدى هيام غامضا كما يفترض هذا السؤال الذي لم أجد شبيها له إلا في كتابات طيبة الذكر (غالية خوجة) تلك التي خدعت ولم تزل تخدع بها الرأي العام الثقافي على انها دراسات نقدية متجاوزة بينما هي في الحقيقة ليست سوى تجميع لعبارات إنشائية متنافرة وضاربة في تجهيل القارىء الذي حين يقرأ نصوصها النقدية (دراستها عن علي الدميني مثلا) يظن ان الإبداع يسير على نفس الوتيرة فيصد صدودا لا كصدود الغزلان التي من عوائدها ان تتلفت في صدودها لتأخذ بقايا روح العاشق!! (دخلنا في الممنوع), بل تعتبر ان الكتابة الحديثة هي ضرب من الهلوسة وهي محقة في ذلك, فما تكتبه هذه المرأة هو هلوسة متعمدة تفتقد حتى براءة الهلوسة الصادقة حيث المشاعر تسيطر أحيانا, ان غالية خوجة بحاجة الى ان يقال لها ببساطة: نحن نعرف أنك تهذين! هذا قرص العلاج الخاص بها.
اما الأخ ذو الاسم الثلاثي المتشابه مما يجعلني اغلط في تقديم اسم على آخر فانني انصحه بأن يعتبر مما سيحدث لخوجة: إذ سياتي يوم, يقف فيه قارىء واحد, واحد فقط, ليقول لها: شفاك الله من الكتابة, وشفى الكتابة منك وهذا هو القارىء الايجابي الذي يستطيع فرز الهذيان من الكتابة.
مرة واحدة: ينهار، يموت، يتوقف نموه، كأنه مذيع في منطقة زلازل! خف ربك ياشيخ.
أما (هيام) فهي مدركة لخواء السؤال, ولكنها كأي كاتب تتمنى ان يجرى معها لقاء, وطلع (نقبها على شونه)!!
شعار زاويتنا: لا تزعل أبدا!
|