هاهنا المطر يعانق الارض، مطر وفي شهر آب (اللهاب) ينزل الغيث ولكن الناس في اكلاهوما تلقاهم (خالين من الابتسامة) بحلول الغيث فلا هم يستبشرون ولا هم يحزنون.
أحاول ان اتقاتل مع لغتهم كي أفهم ما يقولون فهم يمرون على الحروف مرور اللئام.
لقد ضحك علينا سيبويه والاخفش وابن جني، عندما قالوا: الفصاحة والبلاغة تدر حول اخراج كل حرف من مخرجه من غير ادغام ولا غنة ولا اخفاء ولا اظهار.
فالناس هنا يدغمون ويخفون ولا يظهرون، يتكلمون وكأنهم في وادي محسِّر على عجلة من امرهم.
تعلمت هنا (الإشمام) حين امر على الحرف ولا اقوله، بل يكفي رائحته ويكفي من الجمل ذيله!!
كل شيء هنا يخضع للرقم حتى الانسان لا يعدو ان يكون رقماً في دفاتر المكان، وحدة الزمان!!
اجدني متلهفا لثقب الرؤوس التي امامي بفأس اللغة ولكن البضاعة قليلة والطريق طويل والمكان غير أليف,.
بالامس تحدثت الى صديقي الياباني الذي جمعه واياي وحدة ضعف اللغة وغربة المكان ولذة الانطواء,, وشيء آخر,.
اتحدث اليه عن المركز، فيفر- مبتسما- الى الاطراف، كان يراه خيارا صعباً ولكنه اقل رعونة من احتمالات الحياة,, قبل هذا الخيار الذي يركبه صديقي,, لا يؤمن به إلا من عرف نفسه ووقف في صف الضعفاء لا الشعراء والغاوين!!
احاول ان أفر من اللغة الانجليزية فأجد الطرق كلها تؤدي اليها, قدرصعب ولكنه خيار فردي، يقول لا للرجوع الا,,.
هنا تحاول أن تمنح النفس طرفاً من الثقة التي قد تسمح بتواري الماضي والانطلاق من الف الطريق!!
الصمت هنا امر موقوت ولكنه على رأي نابليون قد يكون المؤقت شيئاً دائماً,.
رباه,, هب لي من لدنك رحمة وعونا,, فنصف المعرفة قد يكون اشد خطراً من الجهل.
والمعرفة- هنا- لا تقتصر على ما يقال في قاعات الدرس بل تتجاوزها الى ما يقوله اهل الشارع، وهذا هو الاهم!! اسئلة في الطريق تلح في الانبثاق من هذه الجمجمة التي اتعبها تقاطع دوائر السؤال مع شراسة الإجابة, في الصباح حين ترتفع الشمس قيد رمح تأخذ الطيور باستقبال الشمس وتمارس طقوس الفرح والغدو - كما علمها الواحد الاحد، فإذا هبط الليل مارس عادات الآصال, هذا شأن الطير، ولا تسلني عن البشر، فالله جل وعز قال (إنا إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم),هنا يجب ان اتوقف ولكن ذلك الذي إن تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث ، يستحوذ على الاهتمام وما الغرابة في هذا، وانت لست كالكلب في حفظ الود!!
|