Sunday 10th October, 1999 G No. 9873جريدة الجزيرة الأحد 1 ,رجب 1420 العدد 9873


هكذا
يوميات,.
(الجنية في القنينة) (1)
فهد العتيق

* الخميس 29/5 (في الصباح الباكر):
* ما زالت تدور في رأسي عبارة ذلك الأديب الراحل (نحن نكتب بدافع من (شهوة الذهن)، ولا زلت أيضاً أفكر أننا نعيش في فراغ ثقافي وأدبي ضخم، فكل الجسور مقطوعة بين الأدباء والمثقفين، إلا في مناسبات قليلة عندما تقيم بعض المؤسسات الثقافية حفلات تكريم أو أمسيات أدبية متباعدة بلاخطة واضحة وبلا تواصل حقيقي ينسجم مع رغبات الأدباء والمثقفين في ملتقيات ثقافية يومية مستمرة، فقط، هي الملاحق الثقافية في الصحف والمجلات المحلية ما يجمع هؤلاء الكتاب, وأغلب هذه الملاحق تعمل على طريق تجميع المقالات والكتابات ونشرها بدون تواصل صحفي ثقافي حقيقي مع رموز الساحة الأدبية من خلال طرح المحاور والأسئلة والأفكار وإثارة القضايا الثقافية الهامة.
* وسط هذه الحالة، كنت أرى السائق الآسيوي (الأسمر) يتأرجح بسيارته (الجيمس) أمام سيارتي التي تسير خلفه بهدوء وخوف، وسيارته ما زالت تتأرجح ذات اليمين وذات اليسار، ذات اليمين وذات,,,، حتى صعدت به السيارة إلى الرصيف فمشى حوالى مائة متر على عجلتين جانبيتين فقط، ثم عاد إلى قواعده سالما وتوقف عند إشارة المرور بارتباك، توقفت بجانبه، إلتفت إليه وفوجئت أنه يبادلني التفاتة صريحة ثم يبتسم ابتسامة المنتصر، ربما لأنه استطاع أن يروض هذا (الجيمس) العظيم, ظللت أتأمل ابتسامته الخفيفة وأنا أتذكر خبراً قرأته هذا الصباح قبل الخروج من المنزل، عن مغنية أمريكية شابة باعت من اسطوانتها الجديدة (الجنية في القنينة) حوالي 5 ملايين نسخة ووصل رصيدها إلى عشرات الملايين من الدولارات، وفي حوار معها قالت إنها تهوى أشياء كثيرة، لكن أمنيتها الكبيرة أن تنجح في امتحان قيادة السيارة الأسبوع القادم لكي تحصل على رخصة!!
يا سلام، مليونيرة أمريكية طموحها الكبير أن تنجح في امتحان قيادة السيارة لكي تحصل على رخصة، بينما تمتلىء شوارع مدينة مثل الرياض بالكثير من الحاصلين على رخص القيادة فهل يستحقونها جميعا.
هذه مجرد صورة فقط أو حكاية أو يومية صغيرة على الهامش.
* هربت من هذه الحالة وأنا أتمنى أن استمع إلى اسطوانة (الجنية في القنينة)، عنوان أسطوري ومثير, لكني ما زلت أفتش عن شهوة الذهن، هنا وهناك، أعود إلى (طعم السكر) كل وقت، اكتب حول نقطة مركزية شديدة الحساسية والتوتر، (طعم السكر) النص الذي أحب، أود أن أتمه بعد أن أكمل شهره العاشر لكني لا استطيع، أحياناً أجد أنني غير مهيأ له، أحياناً اتشاغل عنه، وأحياناً أخرى أشعر أنه أكبر مني، وأنه بحاجة إلى إحترام أكثر وبالتالي وقت أطول وهذا لا أملكه الآن على الأقل.
* في المنزل أتأمل عناوين الصحف والملاحق الثقافية: الفائز بجائزة نوبل كتب عن رعاع يحاولون التمرد وصار ضمير أمته ، بينما يقول بيان الأكاديمية السويدية: غراس الألماني صور بمهارة التاريخ المعاصر واستحضر في أعماله المحرومين والمنسيين والخاسرين والأكاذيب التي يريد الناس نسيانها لأنهم يوما ما آمنوا بها .
المحرومون والمنسيون والخاسرون، هؤلاء لوحدهم في كفة وأدب العالم في كفة أخرى، أليس كذلك؟!
* هذا الوقت لا يليق بطعم السكر، أريد أن أقرأ فصلا من رواية غراس الثوب الواسع ، قد أجد فيها طعما آخر مختلفا, أما رواية (القناع) اليابانية فسوف تكون موضوعا ()هكذا) الأسبوع القادم بعيدا عن الجنيات والقنائن.
* فاصلة نقد من إدوار الخراط:
الكتابة ليست قيمة شكلية فقط، بل هي أساساً قيمة دلالية، وأن الدوال هنا بدءاً من نوع نسيج الكلمات وتركيب الجملة وسياق الألفاظ إلى أخره,, بل واختيار الأماكن والأسماء والأزمان القصصية وتحديدها أو تجهيلها، لا من حيث أنها موضوع أو مادة للعمل القصصي، بل من حيث اختيارات نصية أو شكلية في سياق آخر تشير إلى القصد القصصي سواء كان واعياً أو غير واع .
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved