منذ أيام أقيم مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة، المملكة لم تشارك بعرض مسرحي بسبب - كما سمعت - وفاة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله، نحن نعرف مدى الحزن الذي أصابنا مع جمعي الأوساط الثقافية والرياضية والشبابية عامة بسبب فقده، ولكن لدي رأي خاص حول ذلك ويندرح معه أيضا ما قرأته في الصحف بأن نادي الطائف الأدبي أوقف أنشطته الثقافية التي كان مقررا أن يقيمها للسبب ذاته، هذا الراي هو أننا نعرف مدى دعمه رحمه الله للثقافة والرياضة ليس في المملكة فحسب، بل في الوطن العربي، وكيف أنه يحرص كثيرا على أن يسترم النشاط الثقافي والرياضي شعلة متقدة لا تخبو أبدا فإيقاف نشاط ثقافي أو إلغاء مشاركة ثقافية أو رياضية حتما لا يرضى عنه رحمه الله قبل موته وحتما يكون ذلك بعد موته، لذا كنت أتمنى لو شاركت المملكة بأكثر من عرض مسرحي في مهرجان القاهرة التجريبي واستمرت المؤسسات الثقافية بتقديم الأنشطة المختلفة وهذا ليس احتفاء أو إلغاء ما يكنه الجميع من حزن بفقده ولكن يكون ذلك تأكيداً على السير قدما لعطاء متميز ومستقبل مشرق وهذا ما كان يدعو إليه دائما رحمه الله.
هناك أمر آخر أحب أن أتوقف عنده وهو خاص بالمشاركات الثقافية في الخارج وبالذات ما يتعلق بالمشاركات المسرحية الخارجية، سبق لي أن شاركت - كمتفرج فقط - في عدد من المهرجانات المسرحية في الخليج وأذكر منها المهرجانات التي أقيمت في كل من الدوحة وأبو ظبي إضافة إلى مهرجان القاهرة التجريبي، لن أتوقف عند العروض التي تشارك بها المملكة لأن ذلك يحتاج إلى وقفة طويلة، ولكن ما يهمني، هو الوفد الذي يشارك بالمهرجان أنا لا أطالب الممثلين والكادر الفني أكثر من تقديم عرض جيد ولا أطالب الجهاز الإداري أكثر من تقديم الاحتياجات المالية والإدارية لتقديم هذا العرض بصورة جيدة نحن لا نطالبهم بالتحدث عن العرض أو تقديم دراسات عن المسرح السعودي إلا من كانت لديه القدرة على ذلك، وهنا نسأل من يقوم بذلك لن نقول أيضا بأنهم المحررين الفنيين الذين يقومون بالتغطية الاخبارية للمهرجان، إن ما يحتاجه الوفد السعودي هو أولئك الذين لديهم علاقة جيدة بالمسرح هذا أولا ويملكون القدرة على التحدث عن المسرح السعودي وبالذات العرض السعودي المشارك ثانيا، ربما هذا يقوي الصوت السعودي في ذلك المهرجان وليس ببعيد علنيا ما حدث في مهرجان المسرح الخليجي الذي أقيم في عمان منذ أشهر ومأساة الخروج من المولد بلا حمص حيث توزعت دول الخليج الجوائز دون أن تحصل المملكة ولا على حتى جائزة تشجيعية على الرغم أن العرض الذي قدمته المملكة موت المغني فرج كان متميزا نصا وتمثيلا وعرضا ككل، ما السبب؟ أعتقد - والله أعلم - السبب هو عدم وجود الصوت الداعم للعرض من مثقفين ومهتمين بالمسرح والمملكة تزخر بعدد من هؤلاء سواء أكاديميين أو مثقفين يهمهم أن يكون صوت المملكة عاليا واعتقد أن كل ما يحتاجه هؤلاء هو دعوة للمشاركة فهل يكون ذلك مستقبلا.