** لم تعد القوة في أن تبكي,, بل أصبحت شرطا أساسيا لكي تضحك في زحمة كل هذا الألم الذي يلفنا .
أبدأت تنقلب الموازين!!!
القوة,, لكي نضحك,, لكي نمتلك حس السخرية من الأشياء كلها التي تدور حولنا,, أو ندور حولها!!
كيف الضحك,, يصبح العجز الذي يتسيد مساحات أرواحنا في حين يصبح البكاء,, هو الأمر الأسهل؟!
أقوياء,.
أولئك الذين يسخرون من ألمهم,, يعلقونه أمامهم ومن ثم يضحكون إنهم,, أقوى بكثير من أولئك الذين لا يملكون إلا إجترار حروف الألم، لذك لأن الحياة لم تمنحهم بعد تلك القدرة الخارقة,, وربما لن تمنحهم!!
** السخرية,.
هي ذلك النوع الصعب من الأدب,, لأرواح فاضت أحزانهم من أجسادهم ولم يعد يستر ذلك الحزن,, إلا المزيد من تعريته!!
والذي يتأمل كل ما نكتب سيجد أننا نقابل الحزن,, بالحزن,, والألم بالوقوف على أطلال كان وأننا لا نخرج غالباً عن تصنيف الدكتور محمد جابر الأنصاري إذ لا نكتب بكل صور الألم,, والاسى إلا عن عدو متطاول,, أو حبيب متخاذل,.
وحدها السخرية تحمل في ملامحها الأولى روح الحقيقة,, وضوح الحقيقة كقرص الشمس,, فمن يجرؤ على وضع عينه في عين الشمس، فقط نلامس دفئها,, نبتسم,, ونصمت!!
** يقول أحد الشعراء: إن الفكاهة هي أدب اليأس, أي أن ذلك الأدب لا يأتي إلا من حزن عميق يطل على مشارف اليأس وأن السخرية - البعيدة عن التهكم - هي المنقذة من كل ذلك اليأس إذ أنها منفذ بارع للتفاهم مع الحياة .
** وفي المقابل يقول صلاح جاهين:-
الحزن ما بقالهوش جلال,, يا جدع الحزن زي البرد,, زي الصداع !! |
أصبح أكثر رواجاً,, إذ فقد الحزن طلته القوية تجده في أغلب الملامح,, الحروف,, الأحداث,, أغلب الأشياء يحيطها الحزن بهالته التي أصبحت,, كالسلع المستهلكة,, فلم بعد له ذلك الأثر,, فهل كل ما حولنا أصبح يبعث الحزن,, ويبث موجاته المتواصلة.
** قلة,, من أعطت الحزن شكلا مختلفا,, كالسخرية مثلا موضوع حديثنا,, فيحدث للسخرية أنها بعد أن تنتهي تماما من منحك دقائق ضحك,, تدخلك في زمرة التفكير والتأمل وأن تهبك وخزة قوية من الألم,, ندرك عمق عيوبنا,, أو أخطائنا,, أو خيباتنا أو محاولاتنا المتعثرة لإصلاح,, ما يمكن إصلاحه,, أو وقوفنا صامتين,, أمام عجزنا عن فعل شيء!!
** ومثلما لا تأتي السعادة الحقيقية إلا من ألم عظيم كذلك روح السخرية لا تأتي إلا من ألم دفين!!
والقارىء لدعاء الجنود,, للكاتب الساخر مارك توين يجد كيف ساقه الألم والأحداث التي مرت به إلى السخرية مما حوله فهو هنا يسخر أشد السخرية من دمار الحروب ووحشية الإنسان فصاغ دعاء هزليا يتوجه به الجنود إلى ربهم قبل أن ينهضوا لقتل أخوتهم في البشرية إذ يدعون:
ربنا أعنّا على تمزيق جنودهم بقنابلنا شديدة الفتك والتدمير, وأعنّا ربنا على أن نغطي حقولهم المزهرة بأشلاء قتلاهم الوطنيين!
وأعنا ربنا على تخريب بيوتهم حتى يهيموا على وجوههم مع أطفالهم الصغار الأبرياء بلا مأوى ولا نصير تلفحهم نار الشمس المحرقة صيفاً وتلسعهم الرياح الثلجية شتاءً فيدعونك ربنا أن ترحمهم بالموت فلا تسعفهم به!!
ورحمة بنا نحن عبادك اللهم أعصف بآمالهم وأثقل - خطواتهم وارو الطريق بدموعهم السخيفة,, ولطخ الثلج الأبيض بالدماء التي تنزف من أقدامهم الجريحة!!!
*,,, للأيام القادمة
تضامناً مع ما كتبه أستاذنا/ محمد العلي في زوايته وقوفاً بها في ملحق العدد (9866) عبر مقاله الضجر فجرا حول أن بعض النصوص (سنمارية) بمعنى أنه إذا انهدمت حجرة واحدة منها الهدم البناء كله، ذلك أن للهدم أكثر من نوع,, إما تغير كلمة إلى أخرى,, أو إضافة حرف بعد حذف آخر فيعطي معنى ليس المقصود,, أو (إزالة) كلمة بأكملها فتغير قصد المقال,, أو تفقده بعض المعنى إذا لم يكن أغلبه.
وفي لأن الحقيقة,, شيء ثقيل مقال ذات العدد السابق كلمة واحدة حذفت,, ليتحول السؤال إلى,, أكل الذوات,, ظلماً وظلاماً أم كلها,, ضلالة,, أم أي ذات قصد بها المقال!!
إلى الآن لا أعرف السبب الذي حذفت به الذات الملائكية,, أو التي يتوقع منها أن تكون كذلك ,, ترى أهنالك سبب؟!!