Sunday 10th October, 1999 G No. 9873جريدة الجزيرة الأحد 1 ,رجب 1420 العدد 9873


الإحساس,, منطق,, أم تهمة؟,.
للغد كلمة
إيمان الدباغ

قبل ان أسمع,, رأيت تقاسيم,, يتنازع عليها القهر,, اعيناً,, كحرارة الجمر قبل ان يشتعل,, قصة,, اثرية,, كانت تسمى في عصر الجواري (بسيدي الرجل,,) تلك الحكاية الاسطورية في تهديد شهريار,, وخنوع وتحايل شهرزاد,, ولكن بألف وجه ومحتوى,, شهرزاد التي شعرت انها الأدنى,, لأنها لم تكن تدرك معنى ان تكون متكافئة,, فوظفت ذكاءها كي تنجو,, وكان شهريار بجبروته وتوعده يخضع لهذا الذكاء دون ان يدرك لعبة المماطلة,, شهرزاد العصر,, الجديدة,, لا تريد غير ما ساوى به الله النساء بالرجال ككائنات بشرية، يسري عليها نفس الثواب والعقاب وتتساوى في الحسنات والسيئات,, انها اليوم لا تحتاج الى مماطلة بل تريد تمحيصاً بصدق ضمير (لا تأخذه العزة بالاثم) ان يستوعب بأن التكافؤ شرعه رب الكون في كتابه الكريم وصدقه على لسان نبيه محمد عليه الصلاة والسلام,, وفي الحديث الشريف (النساء شقائق الرجال)، وفي مقولة علي بن ابي طالب - رضي الله عنه -: (ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم) وفي حجة الوداع ألم يوص نبينا عليه الصلاة والسلام بالنساء ألم يقل (استوصوا بالنساء خيراً، ورفقاً بالقوارير) (وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله)، فتلك قضية لا تحتاج الى دعم الحضارة الحالية لها وهي منذ الف واربعمائة وعشرين سنة,, ومازلت ارى واسمع (سيدي الرجل) الذي يدخل معركة لا يرفع فيها رأسه حينما يحطم امرأة,, حينما يحترم خادمتها ويهينها هي,, حينما يسيء اليها بألفاظ حقيرة امام ابنائه ليتطاولوا عليها هي شخصياً فيما بعد بنفس الالفاظ وعزاؤهم الوحيد (بابا يقول كذا,,).
اقول,, لا تحزني يا صاحبة الوجه الذي ادمى عروقي، واستنزف مني دمعاً لم تريه,, فصاحب الحق لابد وان يرده اليه الرحمن,, ويأخذ بالظالم بغتة (أخذ عزيز مقتدر),.
2) - على نفس الصعيد:-
حينما يضرب الطفل ضرباً مبرحاً علناً وفي الاماكن العامة او في داخل منزله، ضرباً قد يسبب له نزفاً او كسراً او تشويها او حتى رعاية طبية في المستشفى ألا يستدعي ذلك ان تكون هناك جهات خاصة يتم الاتصال بها عن طريق الشرطة او من المستشفى حينما يكون الامر خطيراً فعلاً,, والهدف من ذلك ليس تهديداً للأب بقدر ما هو قضية توعية تتم تحت مشرفين اجتماعيين اختصاصيين,, يعلمونه ما هو الفرق بين التربية وبين الوحشية,, بين ان تمنح طفلك استقراراً نفسياً او ان تحقنه بعذاب وحزن يظل ينبذ احاسيسه العمر كله,, ان يعي الأب والأم خطورة اختصار مجهود مكثف - لتفهم الطفل - بالضرب المتكرر لاسكاته واخضاعه,, واظن ان هناك فرقا بين اخضاع الحيوان بالضرب واخضاع الطفل او المرأة بالطريقة نفسها.
لم أعد ادري,, على من ابكي,, ومن اواسي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved