آهات كل الناس تسكن خافقي وعذاب كل الناس يؤنس أعظمي هذا أنا! فتفكري,, أعشقتني؟ أم أنت مولعة بخوض المبهم؟ ما زلت من حرب أسير لأختها خيلي وأسيافي يقين المسلم |
***
سيقوم المجلس التنفيذي لليونسكو هذاالشهر بطرح ترشيحاته لمدير عام اليونسكو الذي سيخلف الاسباني مايور ثم يلي ذلك الاعلان النهائي للمدير الجديد من قبل 186 دولة عضو في اليونسكو في 15 نوفمبر القادم.
ستتجه الانظار في ذلك اليوم إلى معرفة المدير الجديد وهل سيكون من نصيب المسلمين العرب ام ان شخصا آخر من غير المسلمين او العرب سيظفر بذلك المنصب.
هذه المنافسة تشير إلى ان المرشحين العربيين، وهما السعودي غازي القصيبي والمصري إسماعيل سراج الدين، يتنافسان مع بعضهما البعض ويجمعان اصوات التأييد في الوقت الذي كان يجب ان تكون تلك الاصوات لمرشح واحد بدل ان تكون مقسمة بين اثنين، الامر الذي قد يحرم كليهما من هذا المنصب الهام.
نظرة سريعة لسجل المتنافسين العربيين توضح ان سراج الدين يحمل المؤهلات التالية: نائب رئيس البنك الدولي، رئيس المجموعة الاستشارية للبحث الزراعي الدولي، هذا بالاضافة إلى كونه عضوا في العديد من الهيئات الاستشارية ومؤسسات البحث العلمي، بينما القصيبي يحمل في جعبته خبرة تتجاوز ادارة اكثر من مائة ألف موظف، وحقائب وزارية متعددة تشمل وزارة الصناعة والكهرباء ووزارة الصحة والسكة الحديدية، وخمس عشرة سنة كسفير، تجعل القصيبي يقول وبكل ثقة لا أحد في تاريخ اليونسكو يمتلك مثل هذه الخبرات, لغة المال هي ما يميز سراج الدين بينما القصيبي يعرف في الاوساط العربية كشاعر وروائي، اي انه ينتمي ايضا ال عالم الادب والذي يعتبر اقرب ما يكون الى الانسان والتعاطف مع قضاياه ومشاكله.
هذا الجانب الحيوي، والذي عبر عنه القصيبي في البيت الاول من النص المقتبس اعلاه، هو الاهم من وجهة نظر اليونسكو والتي يفترض منها ان تبحث عن شخصية تحمل هذا الكم من التعاطف مع الانسان وقضاياه، لكن هل سيتم اعتباره كمعيار للاختيار من جانب المجلس التنفيذي لهذه المنظمة؟
هذا الجانب الحيوي المهم لا يمتلكه القصيبي وحده بل ان سراج الدين ايضا يحمل هذه المؤهلات الادبية، إذ ذكر في مقابلة صحفية معه ان مشاركة سراج الدين لم تكن محصورة في مجالات التنمية والبيئة والقضايا الاجتماعية الاخرى بل انه يقتبس من اليوت وشكسبير في مناسبات غير متوقعة وتتساءل الصحيفة قائلة هل هناك شيء لا يتقنه هذا الرجل؟! .
هذ التنافس، الشريف طبعا، بين المرشحين العربيين لادارة اليونسكو في وجود تسعة مرشحين آخرين، يحمل في طياته نوعا من التناقض اذ ان القصيبي هو مرشح وزراء التربية العرب ومرشح الدول العربية والاسلامية، بما فيها مصر، بلد سراج الدين الذي اتخذ قنوات اخرى في ترشيحه واكتفى بالدعم غير الرسمي او غير المعلن واقتنع بتواقيع حملة جائزة نوبل.
ماتسورا الياباني المرشح القوي والذي سيستفيد بلاشك من هذه المنافسة المحمومة وغير المبررة بين المرشحين العربيين، سيعتمد بشكل رئيسي على اسهامات دولته المالية في هذه المنظمة الدولية والتي تصل إلى خمسة وعشرين بالمائة من ميزانيتها.
لكن، هل سيخطف المسلمون والعرب هذا المنصب؟ ام انهما سيقدمانه الى الياباني على طريقة الكرم العربي المعهود؟ ام سينسحب احدهما كما كاد ان يفعل سراج الدين في بداية المعركة والذي انشأ موقعا ميتافيزيقيا في الشبكة العنكبوتية وارسل الى اكثر من ثمانية وخمسين سفيرا لليونسكو يخبرهم ان انسحابه كان مجرد اشاعة وان لديه التزاما أخلاقيا نحو من رشحه ؟
يبقى السؤال، ما هو هذا الالتزام الاخلاقي الذي يؤدي الى فقدان هذا المنصب وذهابه إلى حضارة اخرى لا تعرف معنى الاسلام؟