Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


شاعر وموقف
أول لقاء بين الشاعر الأمير محمد السديري والشاعر مرشد البذالي رحمهما الله

يقول مرشد البذالي كان بيني وبين السديري مراسلات شعرية وكانت وسائل الاتصال آن ذاك قليلة فالمراسلة عن طريق البريد او الأشخاص وكنت اتمنى مقابلة السديري والجلوس معه وهذا تقريبا عام 1962م وفي يوم من الأيام سمعت خبرا بأن السديري مريض ثم قيل لي بانه في المستشفى وحالته خطرة ثم قيل بانه توفي ولم يصلني تأكيد لذلك فبعثت إليه بالقصيدة التالية لأتأكد من الخبر نورد الشاهد من القصيدة ومن ثم رد الأمير محمد السديري ومن ثم نواصل الموقف يقول مرشد البذالي:
اليوم في قلبي من الوجد لهّاف
اخطِّف أخبار الطراقي تخاطيف
سمعت علم حط بالقلب رجاف
ومسيت من علم الخطر خارب الكيف
ياسعود لعله خبر كل مذهاف
ما كان يتسب من رجالٍ عواريف
النوم والمطعوم والضحك ينعاف
لين افهم المعنى بكل التواصيف
ياليتني لسراء الأخبار كشاف
إلبن اسنع وش خبر مكرم الضيف
إما لقيته مثل حرٍ إبمشلاف
ولا صفقت الكف بالكف تصريف
الى قوله:
لي صاحبن يحسد عواريض الأصراف
سمعت علم عنه مكروه ومخيف
ياسعود شفي كان ردت للاشفاف
علم ينظف مخزن الشك تنظيف
يقول مرشد البذالي وبعد شهر وصلني الرد من السديري اليكم بعض ابيات الرد:
يقول من هو ناويٍ يتبع القاف
طارٍ عليه يصرف الشعر تصريف
ما عن في قلبه هوى سمر الاغداف
نجل العيون مخضبات الاطاريف
قلته ونامن بين وديان الاشراف
بالمرتفع بين الجبال المقانيف
جسمي بها كنه على جال ميهاف
وهاجوس قلبي ناحرٍ يمة السيف
تسابقٍ قلبي هواجيس ارداف
والليل طال وحنَّ قلبي على الكيف
الى قوله:
ياحسين شب النار واسرف بها اسراف
حتى يصير الجمر فيها مشانيف
ومن حب خولان الخضر هاته اجزاف
واحمس ونسفها على الجمر تنسيف
الى قوله:
اثر العلوم إضعاف وعلومها إضعاف
وقواههم للشين دايم غواريف
انا بفضل منزل آيات الأحقاف
لاجٍ بظله عن هيوب العواصيف
الى آخر القصيدة.
يقول مرشد البذالي فرحت فرحا شديدا بالرد وتكذيب الخبر وبعد سنوات وعندما سكن السديري مزارعه (الحقيات) نويت الذهاب اليه لما في نفسي من حب وشوق له فذهبت من الكويت ومعي صديق لي سائق عازمي فوصلنا مزارعه رحمة الله عليه وإذا هو في بيت الشعر امامه الدلال والنار المقهوى فلما نزلنا من السيارة قام فسبقني العازمي وسلم عليه وقال يا أبا زيد هذا صديقك مرشد البذالي قال فأخذ كل واحد منا يقبل الثاني ويبكي وكل يقول للآخر احمد الله على أن رأيتك قبل الموت يقول مرشد مكثنا عنده عشرة ايام وكل ليلة يمتلىء الديوان من الشعراء والرواة حتى منتصف الليل ليلة يقلط خمس او ست ذبائح وليلة حاشي وليلة طيور لا أعرف انواعها وبعد عشرة أيام وبإلحاح طلبنا السماح بالسفر وعندما تناولنا القهوة والريوق كما قال مرشد وهممنا بالتوجه للسيارة وإذا به يحضر بندقية جديدة ويعطيها للعازمي ويخرج لي صرة من النقود فأقسمت بالله العظيم لا آخذ ريالا واحدا وقلت له انني اعتبر من أكبر تجار الكويت وعلي الحرام أنني لم آت إلا لمحبتك فبعد ما اقنعته فإذا به يرمي بها على خوي العازمي ويقول هذي من نصيبك يافلان ثم ودعناه وذهبنا رحم الله السديري ومرشد البذالي وصدق السديري في قوله:
إن كان صار المال بيديني الأنذال
حنا من المعروف تندا يدينا
ون صارت الشيمة بدينار وريال
حنا نزلنا سوقها وشترينا
نعطي ولا نتبع عطانا بالاقوال
نعطي ونسكت كنّنا ما عطينا
رحمك الله وغفر لك والى موقف آخر مع شاعر آخر إن شاء الله.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved