عجائب وغرائب في عالم الحشرات والحيوانات والأفاعي قتال عنيف لكن غير مميت,,! |
قد تؤدي المشاجرات حول مناطق النفوذ او ما يمكن ان نسميه بالحقوق الاقليمية إلى خلافات خطيرة مثل النزاعات أو القتال أو الحروب في عالم الكائنات الحية، فعندما يلتقي اثنان من العناكب فوق لوح من الخشب مثلا، فإنهما يقدمان عرضا حقيقيا لعراك عنيف: يرفعان ذراعيهما اي ارجلهما الامامية، بغضب ويفتحان فميهما على اتساعهما ثم يهددان بانتقام قاتل، ويتقدمان خطوة خطوة، وبعد ذلك يواجه أحدهما الآخر بالرأس وعيونهما الست عشرة المنتفخة (ثماني عيون لكل واحد) تلمع في غضب، يقترب كل منهما باجزائه الامامية التي تشبه الاذرع وكلاباتهما السامة تضغط بعضها البعض باحكام متزايد، ثم ينسحبان بعيداً سلمياً، انه مجرد تمثيل بالاشارات بدون كلام، صراع غير دموي للذكور، يرمز الى صراع لن يحدث مطلقا، وإلا لكانت العناكب قد أبادت بعضها البعض، وانقرض نوعها منذ زمن بعيد!وعندما تقاتل الزرافة نمراً أو أسداً، فإنها تعتمد على الرفس بقدمها وهي رفسة قوية بما يكفي لتحطيم الجمجمة كالوعاء الفخار، ولهذا السبب لا ترفس زرافة زرافة اخرى مطلقا بل تتناطحان او تدفعان بعضهما البعض بقوة برقبتيهما الطويلتين عند نشوب النزاع بينهما، لان رقبة الزرافة مرنة تمتص الضربات مثل العصا الكاوتشوك وعندما تلوح بها تفقد قوتها الدافعة، ويعتبر هذا القتال مؤثرا، لكنه غير خطير.
ويعتبر بقر الوحش الهندي الضخم مبارزاً كريما، حيث يتناطح وهو واقف على ركبتيه ولا يحدث جروحا قاتلة، كذلك يبدأ الكبشان المتصارعان في الجري لضرب قرون بعضهما البعض، ويمكنهما تحمل هذا الصراع دون رادع من انفسهما لان رقابهما والعظام الامامية قوية وملائمة جدا مع هذه الممارسة.
أما الثعابين السامة، فيجري القتال بينها وفقا لقواعد مقررة لتستبعد اللدغ المميت، فالقتال التقليدي للافاعي السامة التي تصدر اصواتا كصوت الجرس يسمى رقصات، وهي قصيرة جدا وتقتصر على ذكرين فقط، حيث يقف ثعبانان منتصبان امام بعضهما البعض ورأساهما ممتدان بعيدا عن الارض بمسافة نصف متر، وعندئذ يستسلم الذكر الاقل حجما ويزحف بعيدا.
لكن بعض الثعابين مثل افاعي تكساس السامة تشترك في معركة تقليدية طويلة ومعقدة للغاية فيقترب المتقاتلان من بعضهما البعض ويزحفان معا وهما يكرران نفس الحركات، كما لو كان كل ثعبان صورة مرآة لنظيره.
وخلال الفصل الأول الذي يستمر نحو خمس دقائق، لا يهاجم احدهما الآخر وتستمر المعركة، وبعد فترة قصيرة يلتقي الغريمان مرة أخرى ويرفعان الثلث الاعلى او اكثر من طولهما، وأحيانا تلتف رقبتاهما المرنتان، وأحيانا يبتعدان عن بعضهما ويزحفان بجانب بعضهما البعض وهما يتمايلان ببطء ثم يتباعدان فقط لكي يقتربا مرة ثانية تدريجيا، وعندما يصيبهما التعب يستريحان وهما يستندان على رأسي بعضهما البعض، ويلي ذلك صراع لاظهار القوة ويسقط احد المتصارعين على الرمال، وهو يعرض بياض بطنه، بينما يضغط الفائز على غريمه لاسفل بعض الوقت ثم ينصرف ورأسه مرفوع لأعلى بفخر، وبعد ذلك يزحف عائداً إلى جحره،بينما يتراجع المهزوم في خنوع إلى موقع أكثر بعداً.
|
|
|