في شهر ابريل من كل عام يحتفل في قرية بلات باسبانيا بمهرجان يسمى مهرجان العزاب وفيه تتجه قافلة من النساء خلال تلك الايام إلى تلك القرية، حيث ينتظر الشباب بنفاد الصبر وصول زوجات المستقبل.
بدأت حكاية هذا المهرجان عندما قرر شباب قرية بلات نشر اعلان باحدى الصحف عن حاجة القرية الى نساء للزواج تتراوح أعمارهن مابين 20 إلى 40 سنة حيث ان القرية تشكو من قلة النساء وكثرة الشبان وذلك منذ عدة سنوات، وبالفعل تبع ظهور الاعلان في الصحيفة انشطة كثيرة وسريعة، إذ وصلت إلى القرية مئات الطلبات من النساء الراغبات في الزواج وحدد شباب القرية يوما لاستقبالهن، وتم عمل وليمة كبيرة استبشارا بمقدم النساء إلى القرية,وفي اليوم المحدد للقاء وصلت الى القرية قافلة كبيرة من السيارات تحمل المئات من النساء، وكان هذا الحدث حينها موضع اهتمام الصحافة ووسائل الاعلام المحلية والعالمية، وتم حينها ابرام عقود الزواج خلال ساعات قليلة.
ولم تنته احداث القصة الطريفة عند هذا الحد، فلقد تقرر الاحتفال سنويا بهذه المناسبة وذلك في نفس التاريخ الذي تم فيه اللقاء الاول.
وهكذا فإن هذه الحكاية تجدد كل عام في شكل مهرجان رائع بعد ان تصل قوافل النساء خلال تلك الايام من كل عام.
الانتشار
ومن الطريف ان مهرجان العزاب انتقل إلى أماكن متفرقة من اسبانيا وبلاد اخرى من العالم مثل كندا وسويسرا والنمسا وغيرها,, فضلا عما هو متوارث الآن من عادات.
ففي مدينة أميلشيل المغربية الموجودة بأعالي الاطلسي في اقليم الرشيدية تمارس طقوس اجتماعية سنوية شبيهة بهذه الى حد كبير ففي خريف كل عام تقام حفلة تدعى موسم الخطوبة حيث يحضرها القضاة الشرعيون الذين يبرمون عقود الزواج بين الشباب والشابات الذين يأتون الى الموسم عزاباً ليعودوا منه متزوجين لقاء مهر بسيط، ومازالت هذه الحفلة تنظم بشكل سنوي باشراف المسؤولين الرسميين والقضاة الشرعيين وهذه العادة لها اصل اسطوري تحكي بأن قبيلتين من البربر كانتا على عداء مستحكم، وكانت القبيلتان متجاورتين، فأحب شاب ينتمي إلى احداهما فتاة من القبيلة الاخرى، غير انه لم يستطع الزواج منها بسبب اعتراض القبيلتين، فقرر الشاب والفتاة الانتحار غرقا في بحيرة تقع بين القبيلتين فأثارت هذه الحادثة حزن الناس وآلمهم غلظة مشاعر القبيلتين وقسوتها، فقرر زعماء القبيلتين منذ ذلك الوقت عقد صلح دائم، والسماح بالتزاوج بين ابنائهما تكفيراً عن الذنب الذي اقترفوه بحق العاشقين.
حمزة سعد