Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


جوانب مضيئة وقلوب زاخرة بالخير في حياة المملكة
مشاعر الحب والكرم والود في مركز الملك فهد للكلى

للمهام الصحفية جاذبية ونبل من نوع خاص ، فهي اشبه بالمغامرات الجريئة التي تلفت اليها الانظار بشدة وتتابعها حتى النهاية، فهي تحمل بجانب التشويق والاسلوب الرشيق الجديد من المعلومات والافكار التي بدونها تصبح الحياة ساكنة.
وكتاب مهمة صحفية للكاتب الصحفي فوزي مخيمر يتميز بهذه الصفات حيث يجمع بين المهام والدروس الصحفية كما يجمع بين تاريخ لاحداث وجوانب وتصرفات لحكام ومسئولين ربما لايعرف عنها القراء الكثير.
وقد اختص المؤلف في كتابه المملكة العربية السعودية بثلاث مهام صحفية منها مايتعلق بالجوانب المضيئة في حياة فقيد الشباب صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد وكذلك مهامه الصحفية الى مدرسة عبدالعزيزآل سعود بالقاهرة ومركز الملك فهد للكلى بالقصر العيني.
افق واسع
وتحت عنوان في ضيافة الامير فيصل اشار المؤلف الى رحابة صدر وسعة افق صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد فقال في مارس عام 1989 كلفت بتغطية اخبار ونشاطات وزراء الاعلام لمدة اسبوع اعلن خلاله عن مشاركة مصر في مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي بالرياض برئاسة صفوت الشريف وزير الاعلام نظراً لسفر الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية (آنذاك) مع الرئيس مبارك في احدى المهام الخارجية وكان خط مسار الرحلة على مرحلتين الاولى القاهرة جدة والثانية جدة الرياض وفي جدة نودي على الوفود الصحفية بمكبرات الصوت ورافقنا ضابط الى قاعة كبار الزوار وهلت القهوة العربية والمشروبات والتمر وبعد استراحه قصيره اصطحبنا الضابط الى الدور السفلي للمطار لنجد سيارة فارهة في انتظارنا لتقلنا الى الطائرة المتجهة الى الرياض وبعد وصولنا الى مطار الرياض تقدم منا شاب سعودي يرتدي الثياب السعودية البيضاء واشار الى سياره في انتظارنا وبعد حوالي عشرين دقيقة قطعتها السيارة عبر طرق وجسور واسعه وجميلة، شيدت على اعلى المواصفات العالمية وجدنا انفسنا امام احد الفنادق الفخمة الحديثه وقال لنا مرافقنا: انتم ضيوف صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد، ونظر كل منا للآخر مندهشاً وكل منا يسأل نفسه,, ماعلاقتنا بالامير وكيف عرف بقدومنا؟! ولم اجد حرجاً في مداعبة مرافقنا قائلاً له: لسنا فريقاً رياضياً كي يستضيفنا الامير فيصل بن فهد ولكننا فريق صحفي، وبابتسامة لطيفة قال:سمو الامير يعتز برجال الاعلام والصحافة وخصوصا الاخوة المصريين ويضيف المؤلف,, تذكرت هذه المهمة وكرم الضيافة التي لقيناها ايام المؤتمر بتوجيهات من الامير فيصل بن فهد رغم عدم معرفة اي منا للآخر من قبل وذلك بمناسبة زيارته لمصر اوائل نوفمبر 1998م لتوقيع بروتوكول التعاون الرياضي والشبابي بين البلدين وافتتاح تجديدات مدرسة جده الملك عبدالعزيز آل سعود بمصر الجديدة بعد ترميمها على نفقته الخاصة بتكلفة بلغت اكثر من مليون جنيه مصري.
أجمل المهام
اما عن مهمته الصحفية إلى مدرسة عبدالعزيز ال سعود بالقاهرة فيقول فوزي مخيمر يوم الاثنين الثاني من نوفمبر 1998م قمت بمهمة صحفية من اجمل والطف المهام الصحفية تلبية لدعوة من معالي الاستاذ ابراهيم السعد البراهيم سفير خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالقاهرة لحضور افتتاح مدرسة الملك عبدالعزيز آل سعود بعد تجديدها وتحديثها وتزويدها بالاثاث الحديث بتبرع ومبادرة من الامير فيصل بن فهد بتكاليف اكثر من مليون جنيه وتحت اشراف يومي من عادل بخش المستشار بالسفارة السعودية بالقاهرة.
ويضيف انه مع الصباح الباكر لهذا اليوم بدت المدرسة كعروس يوم زفافها مرتديه اجمل واحلى حللها وحليها والاطفال في تنظيم بديع يشرح الصدر ومجموعة اخرى تشارك في استقبال الضيوف وفريق الموسيقى يستعد بالاته لتقديم معزوفاته,, الكل في انتظار وصول ضيف مصر العزيز وصديقها الحبيب الامير فيصل بن فهد لزيارة المدرسة، وفي موكب جميل يليق بضيف مصر وصل الى المدرسة وانطلقت الزغاريد وأناشيد تلاميذ المدرسة للترحيب بضيفهم الذي بدت على وجهه علامات الرضا والحبور ثم اصطحبه الدكتور حسين كامل بهاء الدين في جولة داخل المدرسة ليجد في استقباله البراعم الجميلة تستقبله في الفصول باسمه ويرد عليهم ببسمة حانية اجمل ولمسة ابوية تعبر عن سعادة بالغة بهذا اليوم وهو ما عبر عنه في كلمته حيث قال اليوم اسعد ايام حياتي، فقد افاضت على البراعم الصغيرة من الحب والحنان ماغمرني بالمشاعر الجياشة,,حقاً كانت مهمة اختلطت فيها مشاعر الحب والنبل والعطاء والكرم والود.
مشاعر نبيلة
وعن مهمته لمركز الملك فهد للكلى بالقصر العيني بالقاهرة اشار الى ان المهمة الصحفية فرضتها الزيارة الخاصه التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد لهذا المركز العلمي المرموق الذي انشىء عام 1986 بتبرع كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتخفيف معاناة مرضى الكلى والفشل الكلوي بعلاجهم مجاناً, وهذه الزيارة استحوذت على اهتمام خاص من وسائل الاعلام المصرية المختلفة وشدت انتباه ومشاعر الملايين من الشعب المصري لهذه الزيارة العامرة بالمشاعر الفياضة والنبيلة المتبادلة بين سمو الامير فيصل وبين الالاف من اصدقائه المنتشرين في كل المواقع وقد حرص الامير فيصل ان يطمئن بنفسه على بعض الحالات واخذ يتحدث اليهم والى الاطباء المرافقين لنا في الجولة ويضيف المؤلف ان المركز قام بإجراء 672عملية جراحية كبرى و 1295عملية بالمناظير الجراحية و1772 عملية تفتيت، و 504 عمليات قياس ديناميكية التبول ودفع البول, وقام المركز بتقديم الخدمة ل1865مريضا واجرى 8772 عملية استرشاح كبرى مزمنة و 1554 عملية استرشاح دموي حاد، اما الغسيل البريتوني فيبلغ 405جلسات.
تلك كانت المهمة الصحفية الانسانية التي انطلقت خلالها القلوب والالسنة تنطق بالشكر والعرفان لصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد.
مهام اخرى
تناول الكتاب ايضاً المهام الصحفية التي قام بها المؤلف الى سلطنة عمان حيث اشار الى ان السلطان قابوس ينفرد بسمات خاصة وفريدة في ادارة حكمه اذ يجمع بين الحزم والتسامح ويحرص على توسيع دائرة الاصدقاء وتضييق دائرة الاعداء كما تتسم مواقفه من القضايا العربية والاقليمية بخصوصية وواقعية تفرض احتراماً وتقديراً من الجميع، وكذلك مهمته الصحفية في المغرب لتغطية المؤتمر الدولي لمكافحة الجراد في اكتوبر عام 1988 والذي نظمته منظمة الاغذية والزراعة الفاو بمدينة فاس المغربية وقد قدم مهمته هذه بالتأكيد على ان التخصص الصحفي لايعني تخلي الصحفي عن تغطية اي احداث او مهام خارج اطار تخصصه، والصحفي الواعي الفاهم يدرك اهمية واولية متابعة وملاحقة مايتاح له او يصادفه من احداث صحفية، كذلك مهمته في ليبيا اثناء دعوة الاخ العقيد معمر القذافي لاعلان مبادرة تتعلق بحل مشكلة احتلال العراق للكويت حيث أكد ان الاخ العقيد اجتهد وسعى لتجنيب العراق الدمار، وبادر بإعلان مبادرته في الفاتح من سبتمبر عام 1990م لكن النظام العراقي لم يستمع اليه مثلما رفض كل مبادرات العالم، كما قدم مهمته الصحفية الى ليبيا ايضاً لمقابلة المفكر الفرنسي جارودي وكيف كان اللقاء ثرياً ووجدانياً الى اقصى حد ويذكر المؤلف انه كان من المقرر ان يصدر الكتاب في يناير 1999م ليلحق بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لكن ظروفاً صحفية حالت دون نشره حيث تلقى دعوة نقلها الامير احمد السديري الوزير المفوض بسفارة المملكة بالقاهرة اليه للمشاركة في احتفالات المملكة بمرور مائة عام على التأسيس وتم تأجيل الطبع الى نهاية اغسطس حتى تلقى الخبر المؤلم برحيل الامير فيصل بن فهد هذا مادفعه لسرعة نشر الكتاب لما يحتويه من اكثر من مهمة صحفية كان طرفاً فيها.
عثمان انور

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved