Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


عبدالله مرعي بن محفوظ للجزيرة: التاريخ والسياسة وجهان لعملة واحدة
دور المحامين سيتعاظم في ظل العولمة وتحرير التجارة الدولية

* حوار : أحمد الزهراني
الاستاذ عبدالله مرعي بن محفوظ باحث تاريخي ومحام قانوني ورئيس تحرير مجلة اقتصادية وقنصل فخري لدولة قيرغيزستان، يحاول ان يجمع شيئاً من الشتات وان يأخد من كل بحر قطرة وان يمزج بينها برؤية ثقافية عصرية، فهناك علاقة بين كل تلك الجوانب كما يقول اذ يجمعها الفكر والرؤية والثقافة وكل تخصص يستمد من الآخر.
صدر له كتاب عن العمل والعمال وكتاب تاريخي عن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ويستعد لاصدار دراسة عن حقوق الانسان بين النظرية والتطبيق، الى جانب انشطته الاعلامية والدبلوماسية، وفي هذا اللقاء قاربت الاسئلة كل اهتماماته تلك,, سألناه:
* كمحام قانوني وباحث تاريخي,, كيف ترى العلاقة بينهما، وماذا يأخذ كل من الآخر؟
- العلاقة تنظيمية - المحامي والباحث التاريخي وذلك في اطار اسلوبهم المميز في ترتيب وتنسيق المعلومات لديهم بصورة منظمة تجعل القارئ او المستمع يحس بسلاسة انسياب المعلومات وفهمها في اطار الدقة والتفسير الموضوعي.
ان القانون يستمد من التاريخ القاعدة القانونية اما التاريخ فيستمد العرف الذي يأخذ القانون.
* كثيراً ما نسمع عن مكاتب المحاماة في المملكة، فما هو دورها، وماهي المجالات والجهات التي تتعامل معها؟
- دورها معروف، والمحامون بصورة عامة يؤدون اعمالهم بنفس اسلوب المحاماة والمرافعات المتبع في العالم، كذلك مكاتب المحامين في المملكة تؤدي دوراً رفيعاً لخدمة المجتمع وتتعامل مع كافة القطاعات الحكومية وغيرها, واعتقد ان دور المحامين سيتعاظم في ظل العولمة وتحرير التجارة ومنظمة التجارة العالمية، اذ تؤدي هذه المتغيرات الى احداث تغيير في تركيبة العرف الاجتماعي والاعتماد على الاتفاقيات والنصوص التنظيمية في التعاملات بين افراد المجتمع.
* هيئة التحقيق والادعاء العام بجهاز جديد استحدث في السنوات الاخيرة، في تصورك ومن منظور قانوني ماهي الاضافات التي سيضيفها الجهاز على النواحي الامنية والقضائية في المملكة؟
- هيئة التحقيق والادعاء العام تم تكوينها اثر التطور الاجتماعي والديموغرافي للمجتمع في المملكة العربية السعودية، وبالتالي اصبح كنتاج لهذا التطور ضرورة لايجاد هيئة للمتابعة ومراقبة تنفيذ الاحكام.
اذا ان من المتعارف عليه ان التطور الاجتماعي لأي مجتمع يفرز ظواهر اجتماعية عديدة مما يتطلب وجود ضوابط دقيقة خدمة لمتطلبات الانسان.
في رأيي الشخصي ماكان في السابق تم تحديثه بالنصوص والمواد حتى يصبح مواكباً لنصوص ومواد القانون العام لدول العالم الاخرى من ناحية الاجراءات الشكلية, وهذا في تقديري شيء ممتاز بصفة عامة.
* وانت في الوقت ذاته تمارس العمل الدبلوماسي كقنصل لدولة قيرغيزستان كيف تم ترشيحك، وكيف يتسنى ذلك من ناحية نظامية قانونية ودبلوماسية، وما المهام والأعمال التي تقوم بها؟
- خلال موسم الحج في مكة المكرمة تقابلت مع نائب رئيس وزراء قيرقيزيا حول امكانية استثمار المجموعة في قيرقيزيا ودار بيننا نقاش مستفيض واقترحت عليهم مساعدتهم في المملكة العربية السعودية من خلال تعريف هذه الدولة الوليدة بالنسبة لرجال الاعمال السعوديين بصفة خاصة والخلجيين بصفة عامة بهدف زيادة الاستثمار ومعدلات التبادل التجاري, ومن هنا جاءت فكرة القنصلية الفخرية للاسهام في التعريف بهذه الدولة الوليدة واسواقها الناشئة والعمل على ايجاد فرص تسويقية للمنتجات الصناعية السعودية في تلك الاسواق وحث رؤوس الاموال السعودية للاستثمار هنالك للاستفادة من المزايا النسبية العديدة التي تتمتع بها قيرقيزيا.
* تربط في بعض دراساتك التاريخية بين حركة التاريخ وبين حركة السياسة، فأيهما يصنع الآخر، وايهما يؤثر على الحدث؟
- ان التاريخ والسياسة وجهان لعملة واحدة وذلك فيما يتعلق بمفهوم الإرث التاريخي والذي يشكل ملامح السياسة من خلال تراكم التجارب والمنعطفات التي تتمخض عن مايفرزه نتاج المخاض الطويل لتجارب الشعوب في مسار الحضارة الانسانية عبر التاريخ.
* استاذ عبدالله وانت تصدر مجلة متخصصة تعنى بشؤون المال والاقتصاد وكرئيس للتحرير، ما موقع الصحافة الآن في ظل البث الإعلامي المباشر، وهل لا يزال التأثير الصحفي كما هو في السابق، ومادور الصحافة المتخصصة في الحياة العلمية والاجتماعية؟
- بالرغم من اهمية البث الاعلامي المباشر ومدى تأثيره إلا انه لايمكن ان يكون بديلاً للتأثير الصحفي لاسيما لدى بعض القطاعات والتي تمثل القارىء الباحث والمتعمق في ثنايا التفاصيل والجزئيات.
ان اصدار مجلة اقتصاديات السوق العربي كمجلة متخصصة يأتي في ظل ظروف ومتغيرات العولمة الاقتصادية وما افرزته من حتمية للتخصص والتفرد, ولذلك خطط لهذه المجلة ان تكون بمثابة المرصد الذي يسلط الضوء على مجريات الاقتصاديات العربية من خلال عملية تفاعل هذه الاقتصاديات المستمر مع البيئات الاقتصادية الاقليمية والعالمية, وقد جاءت هذه الاصدارة متخصصة لتقديم المادة الصحفية التحليلية الموضوعية القائمة على المعلومة، وذلك بهدف المساهمة في تمكين قيادات الاقتصاديات العربية في مواقع صنع القرار من اتخاذ ورسم السياسات التخطيطية طبقاً للمؤشرات الاقتصادية التي تستقرىء آفاق المستقبل وترسم ملامح السياسات الاقتصادية اللازمة لمواكبة المتغيرات الاقليمية والدولية.
* ونحن نتحدث كثيراً عن الحرية الاعلامية، ومن منطلقات عملك كمحام ورئيس تحرير ودبلوماسي، كيف تحدد الحرية الاعلامية، وهل مايبث الان على القنوات الفضائية يدخل في اطار الحرية الاعلامية؟
- ان الحرية الاعلامية في اطار جوهرها الاساسي تهدف لتمكين القائمين على امر الاعلام من مخاطبة المجموعات السكانية في رقعة ما بما تنتجه الحضارة الانسانية لمختلف شعوب العالم والعمل على عكس تجارب وخبرات هذه الشعوب للاستفادة منها في زيادة التراكم المعرفي والثقافي لدى الاجيال المتعاقبة، ان هذه العملية في اطار استمراريتها تسهم في تطوير قدرات الفرد الاستيعابية وبالتالي تكون المحصلة النهائية تطوير وتنمية قدرات الموارد البشرية للمجتمع, اذا ان رأس المال البشري هو اساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
* في دراستك التاريخية عن الملك عبدالعزيز ، ماذا وجدت في هذه الشخصية الكبيرة وبشكل مبسط ومختصر؟
- ان الحديث عن شخصية الملك عبدالعزيز لا ينفصل عن ماتتمتع به هذه الشخصية من قدارت قيادية فذة ساهمت في:
* تأسيس كيان موحد للمملكة وذلك من خلال توحيد الوحدات المتنافرة في بوتقة واحدة يسودها الوفاق الاجتماعي نابذة بذلك حالة العداوة والصراعات.
* نقل المجتمع العربي في شبه الجزيرة العربية من حالة البداوة الى مدارج الحضارة العالمية بكل زخمها دون ان يحدث ذلك تأثيراً على الهوية الثقافية لهذا المجتمع.
* الإبقاء على عنصري العروبة والإسلام دون فصل بينهما كعوامل لتمتين الوحدة.
* تحديث المجتمع السعودي من خلال تشجيع التعليم وفتح المدارس والمعاهد والجامعات وتأسيس المكتبات ودور العلم.
* وضع اللبنات الاولى لتجهيزات البنية الاساسية للمملكة - شبكات الطرق ووسائل النقل الحديثة - الموانئ البحرية - المطارات وشبكة الاتصالات الحديثة.
* وضع الاسس السليمة للتقسيم الاداري للمملكة في اطار نظام اداري استطاع ان يدير البلاد من خلال وحدات اقليمية مترامية الاطراف وربطها بالمركز وذلك من خلال المحافظات، مجالس المدن والبلديات والارياف والقبائل.
* صراع الحضارات ونهاية التاريخ دراستان او بحثان قدمهما اثنان من مفكري امريكا، الاول يركز على ان الصراع القادم صراع غربي اسلامي,, والثاني يرى ان الرأسمالية وصلت اوجها ويدعو الى تبنيها، ما الجوانب التي تتفق معهما فيها، وما الجوانب التي تختلف معهما فيها؟
- ان مايسمى بالصراع الغربي- الاسلامي هو صراع ناتج عن التخوف الذي يلازم مفهوم الحداثة والتغريب, اي ان الصراع مرده الى التخوف من عملية الاخذ بالحداثة الغربية وتأثيرها على الهوية الثقافية الاسلامية وماينتج عن ذلك من استلاب حضاري وثقافي, ويأتي الصراع ايضا كنتاج للحقائق الحتمية المتمثلة في ان العالمية والتحديث هي تيارات رئيسية مسيطرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهذا يحتم على العالم الاسلامي ضرورة قبول الحداثة من جانبها التطوري الايجابي خاصة في الجوانب الاقتصادية والتنموية - اي مايعرف بقبول الحداثة التي لاتتعارض مع الاصالة والهوية الثقافية, اذ ان التكنولوجيا الغربية في جانبها التنموي الحضاري لاتتعارض مع الثقافة العربية الاسلامية - بالنسبة للرأسمالية والاسلام فان العقيد الاسلامية تقوم على الحرية الاقتصادية في تملك وسائل الانتاج ولذلك لااعتقد ان هناك ناقط صراع جوهري في اساسيات التكوين الاقتصادي وانما يكون صراعا منحصراً في الجزئيات ذات الصلة بتجارب كل عالم على حدة وفقا لموروثاته وثقافاته المكتسبة عبر مراحل التاريخ.
* اين نحن من الدراسات الاستشراقية التي تعنى بالمستقبل وفي كل المجالات، وهل نحن نسير خلف قافلة يقودها الغرب,, والى متى يستمر ذلك؟
- الدراسات الاستشراقية هي في الاساس دراسات تقوم اساساً على مناهج البحث والتحليل العلمي المتخصص ورصد كل الظواهر, وتقوم بها مؤسسات وهيئات متخصصة وتحتاج لمقومات ضخمة تقنية ومالية لتمكينها من انجاز مهامها البحثية، وهذا لايتوفر حالياً في الدول لضعف الموارد المتاحة حيث يتم توجيه الموارد المتاحة لقطاعات تعتبر ذات اولوية قصوى في مسار الحياة الاقتصادية.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved