Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


التربية أصل جميع المهن
المشرف والمعلم ,, شريكان حقيقيان في تنشئة الأجيال

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولت التربية الاسلامية اهتماما كبيرا بالمعلم وبدوره في تربية ابناء الامة وتوجيههم الى جادة الصواب ووضعت مهنة التعليم في منزلة عالية بين المهن الاخرى لانها من وظائف الانبياء والمرسلين، وقد جاء في القرآن الكريم (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم) سورة البقرة، الآية 129 , ورسمت التربية الاسلامية التوجهات الصحيحة لحسن اختيار المعلم والعناية به وكيفية اعداده حتى بلغ المسلمون الاوائل درجة رفيعة من التقدم والرقي, والمعلم المسلم يقتدي برسوله الامين وخاتم النبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم المعلم الاول في الاسلام ورسالته التربوية هي رسالة الاسلام العظيم,واحتل المعلم في العصر الحديث مكانة متميزة وذلك للدور الذي يقوم به من اجل تحقيق اهداف المجتمع وتطلعاته المستقبلية, ويستطيع الفرد ان يتعرف على مستوى اهتمام المجتمعات المختلفة بالتعليم من خلال الاهتمام الذي يوليه لمعلميها في تحسين اوضاعهم الاجتماعية والمادية والعناية ببرامج اعدادهم وتدريبهم ويعد الاهتمام باعداد المعلم اساسا مهماً في بناء المعلم الناجح القادر على القيام بمسؤولياته التربوية والتعليمية المنوطة به.
وقد أدرك المربون والمشتغلون في مجال التربية والتعليم أن المعلم يمثل حجر الاساس في نظام التربية والتعليم حيث ان نجاح العملية التربوية بمحتواها العام وابعادها المختلفة سيظل مرهونا بمستوى المعلم ودرجة كفاءته, وسوف يظل المعلم هو العنصر الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس على الرغم من كل ما تقدمه اساليب التقنية الحديثة من مبتكرات وتجديدات في مجال التربية والتعليم, وسوف تظل التربية هي الاداة الاولى التي يمكن ان يعتمد عليها - بعد الله - اي مجتمع في بناء كيانه وتطوير قدراته وامكاناته المادية والبشرية حيث ان التربية تعتبر اصل جميع المهن - ويحلو لبعض الناس ان يطلق عليها مسمى المهنة الأم - فالطبيب والمهندس وغيرهما هم من غرس التربية والتعليم.
ان قيام النظام التربوي بدوره الريادي يتطلب توافر عدة عوامل يأتي في مقدمتها الاهتمام بالمعلم من حيث حسن اختيار المعلم وتوعية برامج اعداد المعلم، وانتقاء اساليب تدريب المعلم ومتابعته في اثناء الخدمة والوقوف على احتياجاته وتلبية متطلباته التعليمية, ومن هنا جاء اهتمام جميع دول العالم - دون استثناء - بالاشراف التربوي على اعتباره الاسلوب الأنسب في تطوير المعلم وتنمية قدراته اثناء الخدمة في مهنة التعليم , حيث ان الاشراف التربوي يعمل على تهيئة الظروف والمناخات المناسبة لنمو المعلم علميا ومهنيا وثقافيا ولنمو التلاميذ علميا وجسميا ومهاريا واجتماعيا وقيميا في الاتجاهات الصحيحة , ولكون الاشراف التربوي يمثل احد حقول التربية فهو يؤثر ويتأثر بها، فعندما كانت التربية تضع المعلم محورا للعملية التعليمية كان الاشراف التربوي حينئذ ينظر للمشرف التربوي كمحور للعملية الاشرافية، وحيث بدأت التربية تنظر للكتاب المدرسي على انه محور العملية التعليمية تغير مفهوم الاشراف تبعا لذلك، وحين طبقت التربية مفهوم التلميذ كمحور للعملية التعليمية اصبح التركيز الاساسي للاشراف التربوي ينصب على المعلم والتعرف على امكاناته وقدراته وطموحاته واحتياجاته واصبحت مهمة الاشراف التربوي هي التعرف عن قرب على الفروق الفردية للمعلمين لاختيار انسب الطرق والاساليب لكل معلم على حدة في جو يسوده التعاون والاحترام المتبادل والعلاقات الانسانية المتميزة مع زملاء المهنة في سبيل تحسين العملية التعليمية التعلمية وتنوعت اساليب الاشراف التربوي لتراعي الفروق الفردية بين المعلمين الذين لا يستجيبون بطريقة واحدة لاسلوب اشرافي واحد نتيجة لاختلافهم في الخصائص الشخصية والمهنية, وتبعا لذلك تعددت انماط الاشراف التربوي لتشمل - على سبيل المثال لا الحصر - الاشراف المباشر، والاشراف التشاركي، والاشراف غير المباشر، والاشراف التعاوني، والاشراف الذاتي ، واشراف الأقران ، واشراف الفريق، والاشراف العيادي ، والاشراف بالاهداف ، والاشراف الاداري، والاشراف المتنوع وغيرها.
ومن هذا المنظور فان المشرف التربوي الحديث يساهم مساهمة فاعلة في بناء قدرات المعلم، وامكاناته ومقابلة احتياجاته ومتطلباته في ميدان التربية والتعليم، ويفترض ان يكون المشرف التربوي شريكا حقيقيا للمعلم في نجاحه واخفاقه وفي تنشئة الاجيال وتربيتهم التربية المتكاملة التي تتسم بالتجديد وتعهد القدرات الابداعية من اجل المواكبة والتكيف مع التغيرات الايجابية في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يعيشها عالم اليوم.
عبدالعزيز بن عبدالوهاب البابطين
قسم الادارة التربوية بكلية التربية جامعة الملك سعود

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved