عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلم شمعة تنير الطريق ونور يسطع في سماء الجهل وهو العنصر الفعال في عملية التعليم وهو القدوة الصالحة لا لتلامذته في مدرسته فحسب وانما لجميع افراد المجتمع ظاهرا وباطنا ويكفيه شرفا وعزة ان رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال انما بعثت معلما وقال إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق فالمعلم ليس هو الذي يقف امام السبورة ويلقي الدرس المنهجي ويختمه بالأسلوب نفسه، ومن الخطأ ان يتخذ من كرسيه برجاً عاجياً يعلو به على طلابه فلا يتبسط اليهم ولا يقبل من احدهم مناقشته او سؤاله، وانما المعلم هو الذي يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ويحب لتلامذته ما يحب لنفسه ويؤدي رسالة التعليم بأمانة واتقان عملا بقول سيد الانبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه افضل الصلاة والتسليم كلكم راع وكل مسئول عن رعيته وقوله : ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه .
ومن البشائر النبوية الكريمة لمن يعلمون الناس العلم النافع قوله عليه الصلاة والسلام ان الله وملائكته واهل السموات والارض حتى النملة في جحرها ليصلون على معلمي الناس الخير ويكفي المعلم شرفا ورفعة ان وظيفة الرسل هي تعليم الناس وتبصيرهم وتزكيتهم قال تعالى في محكم كتابه العظيم هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين ومما قرأناه في كتبنا التاريخية مما يدل على مكانة المعلم الاجتماعية والتربوية ذلك المعلم الذي يؤدي رسالته بأساليب القرآن الكريم وتعاليم الرسول الامين ما يروى عن الواثق بالله انه عندما تولى الخلافة دخل عليه هارون بن زياد فبالغ في تكريمه وتعظيمه فقيل له يا أمير المؤمنين من هذا الذي كرمته وعظمته واهلته كل هذا الاجلال؟ قال انه اول من فتق لساني بذكر الله وادناني الى رحمة الله يعني ان هارون بن زياد كان معلما له لهذا كان يستحق هذا التكريم وما اكثر الامثلة التاريخية التي تقرر مكانة المعلم الانسان الكفء ذي الاخلاق الكريمة الرشيدة وفق الله جميع العاملين في مدارسنا الى ما فيه الخير والصلاح.
محمد فهد العتيق
الرياض