تبدأ جامعة الدول العربية غداً السبت الاحتفالات السنوية بيوم الطفل العربي تحت شعار (حق الطفل في بيئة نظيفة وآمنة).
وسيشارك في هذه الاحتفالات - طبقاً لما اوردته ق,ن,أ - عدد من كبار الشخصيات العربية والسفراء العرب المعتمدين في القاهرة ومندوبو الدول الاعضاء في الجامعة العربية.
وفي ظروف التلوث البيئي خاصة البيئات الاجتماعية في كثير من انحاء العالم، ومع تزايد احتمالات انتقال ذلك التلوث الى البيئات الاجتماعية في الوطن العربي، وانعكاساته السلبية على الناشئة فان احتفالات هذا العام - غداً- بيوم الطفل العربي تكتسب اهمية غير عادية للتنبيه بكل وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية الى المخاطر المحيقة على حاضر ومستقبل الجيل الحاضر من الناشئة في الدول العربية، ومن بين ابرز تلك المخاطر هذا الغزو الثقافي الذي ينزع الى وسائل الاغراء، بل والاباحية التي تخاطب الغرائز، وتقيم ضبابيات تراكمية من النوازع الحسية والمغريات المادية التي تزعزع ثقة هؤلاء الناشئة من اطفال العرب بالقيم السامية والمثل العليا التي جاء بها ديننا الحنيف وتشكلت بها عبر اربعة عشر قرناً مضت شخصياتنا الانسانية مزاجاً وقناعات وسلوكيات عامة وخاصة.
ان مفهوم البيئة النظيفة - ولحماية اطفالنا - ينبغي ان يكون اعمق من مجرد العناية والاهتمام بنظافة البيوت، وجماليات الاثاثات بها واناقة المظاهر في الملبس، وطيب المأكل والمشرب.
يجب ان يكون مفهومنا للبيئة النظافة التي نريد ان ينشأ ويعيش فيها اطفال امتنا العربية وهم امل المستقبل وعماده، يجب ان يكون مفهوما روحياً يستمد معاني النظافة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي اشاعت في حياتنا وحياة آبائنا واجدادنا واسلافنا الصالحين عموما قيم الطهر والعفة والنزاهة والامانة والشرف والصدق.
ففي ظل مثل هذه القيم الاخلاقية الخالدة في حياتنا نستطيع ان نطمئن الى الحماية والامن والامان لأطفالنا ضد كل شر يأتي به غزو ثقافي خارجي يهدف الى تدمير تلك القيم في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم.
كما نستطيع ان نضمن نقاء ونظافة البيئة الاجتماعية التي ينشؤون ويعيشون فيها.
وصنع هذه البيئة هو مسئولية تضامنية مشتركة بين الاسرة والمدرسة فمنهما يخرج الاطفال الى المجتمع الكبير مسلحين بمناعة روحية ومادية قوامها قيم عليا يسترشدون بها في خطواتهم على طريق التقدم لمستقبل عربي اكثر سعداً واشراقاً واستقراراً.