Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


مساء الأحد القادم بمكة المكرمة
وزير الشؤون الإسلامية يرعى الحفل الختامي لمسابقة القرآن الدولية
عددٌ من السفراء ينوهون لـ الجزيرة بدور المملكة الريادي في خدمة كتاب الله

* مكة المكرمة - الجزيرة
يرعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ الحفل الختامي للمسابقة الدولية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره مساء يوم الاحد غرة شهر رجب المقبل 1420ه الموافق العاشر من شهر اكتوبر المقبل 1999م، وذلك بقاعة التضامن الإسلامي بفندق مكة المكرمة انتركونتننتال.
وكانت لجنتا تحكيم المسابقة قد استمعت خلال ايام المسابقة وعلى فترتين صباحية ومسائية الى تلاوة (177) متسابقاً، يمثلون (27) دولة، و(33) جمعية ومركزا اسلاميا في مختلف دول العالم.
من جهة اخرى اجمع عدد من السفراء المعتمدين لدى المملكة على اهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في خدمة كتاب الله الكريم الذي يمثل اساس الدين وعماد الشريعة الاسلامية السمحة.
واشاروا الى ان المسابقة الدولية لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها سنوياً وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في مكة المكرمة هي احدى الصور العظيمة التي يتجلى من خلالها هذا الدور الريادي.
واكدوا في احاديث لالجزيرة ادلوا بها بهذه المناسبة ان تنظيم هذه المسابقات عمل اسلامي كبير يجسد حرص المسؤولين في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو نائب خادم الحرمين الشريفين، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله - على خدمة كتاب الله تعالى والعناية الكاملة بحفظته.
قمة الجهود الخيرة
في البداية بدأ سفير دولة الكويت لدى المملكة الشيخ جابر خالد الصباح حديثه بقول الله عز وجل: ورتل القرآن ترتيلا{ وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة شفيعاً لاصحابه)، مبيناً ان القرآن الكريم هو كلام الله وعلى مائدته تجد النفوس زادها من التقوى والمعرفة، فهو اساس الدين وعماد الشريعة.
وتطرق السفير الكويتي الى اهمية عقد المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في رحاب مكة المكرمة الطاهرة، التي هي قبلة المسلمين اجمعين، وتتجه اليها افئدتهم في شتى بقاع الارض، فقال: وكيف لا؟ فهي مهبط الوحي ومجرى الرسالة، فلا غرو ان تقام في رحابها الرحبة المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، فلقد شهدت مكة بدايات الاسلام، وتنزيل القرآن الكريم على نبي الحق محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي ارسله الله سبحانه وتعالى بالهدى ، حيث بزغ النور، وانتشر الاسلام ودخل الناس في دين الله افواجا.
واضاف الشيخ الصباح قائلا: لقد قامت المملكة العربية السعودية الشقيقة بجهود كبيرة لخدمة الاسلام والمسلمين، فمنذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - واصلت المملكة تلك الجهود المتميزة الخيرة، حيث وصلت قمتها في هذا العهد الزاهر الميمون,, عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - ايده الله -، حيث قدم وما زال يقدم اعمالا جليلة نذكر منها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ذلك الصرح الشامخ الذي اقامه - يحفظه الله - ويقوم بطباعة ملايين النسخ من القرآن الكريم، باحجام مختلفة، وتوزيعه على جميع بلاد المسلمين، كذلك يقوم المجمع بترجمة معاني القرآن الكريم بعدة لغات وطبعها وتوزيعها على المسلمين حسب لغتهم.
وألمح الشيخ الصباح في حديثه الى ما درجت عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين - ايده الله - باهداء مصحف لكل حاج قدم الى هذه البلاد الطاهرة لاداء فريضة الحج، وذلك عند منافذ المملكة العربية السعودية الشقيقة، كما امر خادم الحرمين الشريفين - اطال الله بعمره - بطباعة المصحف الشريف بطريقة برايل ليتمكن اخوتنا المكفوفون من قراءة القرآن وتلاوته بهذه الطريقة، وقد وزعت بالفعل اعداد كبيرة منه وبالمجان للمسلمين في شتى بقاع العالم، وذلك مما يوضح الدور الكبير الذي يؤديه مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.
ثم قال السفير الكويتي: ولابد لنا ونحن نتابع هذا الحدث العظيم المتمثل في هذه المسابقة الخاصة بالقرآن الكريم حفظاًّ وتجويداً وتفسيراً، ان نشيد بالاعمال الجليلة والمشاريع العملاقة التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين، والتي تجد كل العناية والاهتمام والمتابعة من لدنه - يحفظه الله - وليس في المشاعر المقدسة فحسب، بل في كل انحاء العالم.
واضاف قائلا: وكلنا شهدنا هذا العام المساجد العديدة التي انشأها خادم الحرمين الشريفين في بلاد شتى، في اوربا، والولايات المتحدة الامريكية، وغيرها من البلاد، وتلك التي بها اقليات مسلمة، وألحقت بهذه المساجد مكتبات اسلامية وفصول لتدريس القرآن الكريم وعلومه، ولنشر العقيدة الاسلامية الصحيحة، كما زودتها بنسخ كافية من المصحف الشريف، والذي تمت طباعته بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فأي عمل اجل من هذا؟
واختتم الشيخ الصباح حديثه سائلاً الله العلي القدير ان يجعل تلك الاعمال الجليلة في ميزان حسنات خادم الحرمين الشريفين، كما سأله - جل وعلا - ان يحفظ المملكة العربية السعودية واهلها من كل سوء ومكروه، وان يديم عزها ومجدها تحت ظل راعي نهضتها الحديثة وقائد مسيرتها المظفرة خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائب خادم الحرمين، وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ذخراً للاسلام والمسلمين.
تخطيط حكيم
ومن جانبة اشاد سعادة سفير غينيا لدى المملكة/ عبدالكريم جوباتي بما دأبت عليه وزاره الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة العربية السعودية، من تنظيم المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، وتوجيه الدعوة الى بلدان العالم الاسلامي، ومنها جمهورية غينيا - كوناكري.
وقال: إن اقامة المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، وتفسيره، وتجويده، في رحاب مكة المكرمة له مكانة رفيعة تعطينا شعاعاً دائم الانوار، وانها لا تكمن - فقط في - في فوز قارئ على آخر، بل هي استشعار لعظمة الله، واهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الرشيدة بكتاب الله وحملته، لما لهم عند الله من رفعة الشأن وعلو القدر.
واضاف السفير الغيني قائلا: واهمية مسابقة القرآن الكريم تكمن - ايضاً - في انها حدث تاريخي مرتبط بمستقبل الأمة الاسلامية، حيث تعد تخطيطا حكيما لاعداد شباب الاسلام، وتربيتهم تربية اسلامية لتحمل الامانة، مسلحين بعدة العقيدة الصحيحة في المسيرة الخيرة، لنشر دين الله في الارض.
وقال في السياق نفسه: ورحاب بيت الله في مكة المكرمة وما لها من قداسة في نفوس المسلمين هي الخليق باستقطاب الاف المبعوثين من كل انحاء العالم ليشهدوا منافع لهم من الحب والتآلف والترابط الوثيق بين ابناء الامة الاسلامية، فهي القلعة الحضارية الحصينة، التي يفد اليها الناس من كل فج عميق ليس في الاشهر الحرم فحسب، ولكن الامور تتعلق بمستقبل فتية الامة، سخر الله لنا اناسا في هذا البلد الامين وكرمهم بعقول همها القضاء على البدع والخرافات، ليكون المسلمون هم الوارثون لعقيدتهم الحنفية السمحة.
واردف قائلا: فالقرآن الكريم يمثل منهاج الرسالة السماوية الباقية، التي يجب الاعتناء بها والتيقظ لحراستها، ليكون في ذلك الاثر الاكبر في سلوكنا خلقيا وروحيا، وبقاؤنا بأم القرى - للتسابق في آيات الذكر الحكيم في ايام معدودات - يعتبر عدة وسلاحا لمقاتلة اعدائنا اينما كانوا فالكتاب والسنة بضاعتنا الغالية والربح فيهما امر مؤكد عند الله.
اما عن دور المملكة العربية السعودية في النهوض بهذه المسابقة، فقال الاستاذ جوباتي: ان ما تعهده المملكة وتخدم به ضيوف القرآن، وما توفره لهم من امكانات، فبالاضافة الى حوافز التشجيع من جوائز لاكبر دليل على اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ، والذي لم يبخل يوما ولم يأل جهدا في خدمة مصالح الامة الاسلامية، بل وحمل مشكلات العالم الاسلامي على عاتقه، وان حمله لقب خادم الحرمين الشريفين دليل وبرهان واضح على مساعيه الخيرة واهتمامه البالغ بشؤون العالم الاسلامي.
واستطرد السفير الغيني - في حديثه حول جهود خادم الحرمين الشريفين في خدمة الاسلام والمسلمين فقال: لقد خدم حفظه الله اعظم واجل دستور بعثت الانيباء والرسل من اجله وهو القرآن الكريم، فبالاضافة الى اقامته اكبر مؤسسة عرفها تاريخ الامة الاسلامية لطباعة كتاب الله في المدينة المنورة على دفينها افضل الصلاة والتسليم والذي ينشر حاليا ويوزع مجانا في كل انحاء العالم وكل هذا يدل على الادراك والوعي والمعرفة الحقيقية لدى ولاة امور هذه الدولة بضرورة الاعتناء بكتاب الله في الارض التي يرثها عباد الله الصالحون.
وفي ختام حديثه رفع جوباتي اكف الضراعة الى المولى عز وجل ان يديم على هذه البلاد واهلها نعمته، معرباً عن تشرفه بأن ينقل الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، والى حكومته الرشيدة، التحيات الودية المخلصة من الشعب الغيني المسلم، الذي يوجه بهذه المناسبة دعواته الخالصة بالصحة والعافية لاخيه الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله .
هدف غني عن البيان
اما سعادة سفير البوسنة والهرسك بالرياض/ سناهد بريستريتش، فقد استهل حديثه بقوله: ان مكة التي كرمها الله تعالى ببيته العتيق، والتي نزل بها الوحي لاول مرة بالرسالة البينة لنبي الرحمة وسيد العالمين، هي الارض المباركة وقبلة المسلمين من انحاء المعمورة كافة، كما انها موضع تجمعهم في مواسم الحج، حيث تتاح لهم فيه الفرصة للتشاور والتحاور فيما يهم امور دينهم وتقوية وتوطيد اواصرهم كوصية ديننا الحنيف، فمكة المكرمة بمنزلتها الكريمة هذه في قلوب كل المسلمين جديرة بأن تحتضن من بين كل مدن الدنيا هذه المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم في رحاب بيت الله الحرام.
وقال سفير البوسنة والهرسك/ سناهد بريستريتش: اما ما تقدمه المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله واولياء امور هذه البلاد الطيبة لخدمة الاسلام والمسلمين، فانه لا يخفى على احد، سواء ما قدمته وتقدمه في الداخل او الخارج على نطاق عالمنا الاسلامي او العالم اجمع، وغني عن البيان او الحديث ما تم من توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وما انجز في سبيل توفير الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.
كما لا يخفى على احد ما بذلته وتبذله المملكة انطلاقاً من أفق القيم الاسلامية لنشر الدعوة، بما تقدمة من دعم للعديد من الجمعيات الناشطة في هذا المجال، وتشييد المساجد والمراكز الاسلامية، وتزويدها بالمصحف الشريف واحتياجاتها من المطبوعات الدينية، الى جانب انها السباقة ايضاً للاصلاح بين الاشقاء المسلمين عندما يختلفون، تأكيداً على حرصها والحفاظ على وحدة امتنا لتظل خير أمة اخرجت للناس.
وعن مسابقة القرآن الكريم التي يشارك فيها هذا العدد الكبير من دولنا الاسلامية، وما تبذله هذه الدولة والمشاركون من بالغ الاهتمام، يتضح لنا جيدا حرص هذه الدول في وقتنا الحاضر، لغرس وتثبيت قيم التربية الاسلامية القويمة في نفوس ابنائنا وبناتنا في مواجهة امراض هذا العصر، الذي يجتاح بخطر امراضه عبر وسائل إعلامه الكثير من مناطق العالم.
وفي مثل هذه الاجواء فان اعظم خدمة يقدمها ولاة امورنا في عالمنا الاسلامي هي تهيئة الظروف والامكانات لابنائنا وبناتنا، للتخلق بأخلاق وآداب ديننا، والتمسك بكتابه الكريم، وهذا هو الهدف الاسمى من هذا التجمع للمسابقة الدولية للقرآن الكريم بهذه الارض المباركة الطاهرة، الني ندعو الله العلي القدير ان يكلأها برعايته، ويحفظها من كل سوء، ويسدد من خطى قادتها وولاة الامر فيها.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved