قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك الذي خلق{ وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وقال - صلى الله عليه وسلم - (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
إن الحمد لله نحمده ونستعين به، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإن المسابقة الدولية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم، وتجويده، وتفسيره، تخيم بظلالها هذه الأيام على مكة المكرمة التي تحتضن هذا الحدث الكبير، الذي تكرر وعلى مدار واحد وعشرين عاماً في أقدس بقعة في هذا العالم - قبلة المسلمين مكة المكرمة - التي تعيش خلال هذا التجمع الروحاني الكريم تنافس شباب المسلمين على تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وتجويده، وتفسيره، هذا التنافس الذي تسعد به مكة المكرمة بروحانيتها العطرة هي سيدة مدن العالم أجمع، ولقد هيأ الله - جلت قدرته - لهذه الأمة رجلاً من خيرة الرجال هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - فحمل الأمانة، وعمل من أجل إيصالها إلى كل مسلم في شتى أنحاء العالم، فهنيئا لك مكة المكرمة على هذا الجو الروحاني، وهنيئاً لك بإحتضانك لشباب المسلمين حفظة كتاب الله الكريم.
وجهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، واهتمامها بأمور الإسلام والمسلمين نابعة من مواقفها الثابتة والصادقة التي سارت عليها منذ عهد مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - غفر الله له - وصولاً إلى أبنائه من بعده.
إن الاهتمام بالقرآن الكريم هو جزء من الاهتمام بهذا الدين، لأن القرآن هو رسالة رب العالمين للناس أجمعين، وأن مسيرة الخير في هذا البلد الطيب متواصلة لخدمة الإسلام والمسلمين، فالمملكة العربية السعودية سخرت كل قدراتها وإمكاناتها في هذا السبيل، وكم هو جميل أن يجتمع شباب المسلمين حفظة كتاب الله متآخين متحابين في لقاءات إيمانية، لتنهل قلوبهم من رحيق الإيمان وعذوبته، وعقد هذه المسابقة في رحاب مكة المكرمة - مهب الوحي وقبلة المسلمين - يعد مكرمة من حكومة المملكة العربية السعودية، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإخوانه البررة في دعم الإسلام والمسلمين والمحافظة على القرآن الكريم، وقد هيأه الله للمحافظة عليه تنفيذاً لقوله: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون{ وحباه الله بشرف المحافظة عليه حيث أنشأ أيضاً مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الذي يقوم سنوياً بتوزيع الملايين منه لجميع دول العالم كما يقوم - حفظه الله - بانشاء المراكز الإسلامية في كثير من دول العالم على نفقته الخاصة لاستذكار كتاب الله فيها وتعليم أمور دينهم.
فنسأل الله رب العزة والجلال أن يحفظ على هذا البلد الكريم أمنه واستقراره في ظل خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ونسأل الله أن يجز به خادم الحرمين الشريفين عن اعماله الجليلة والخيرة خير الجزاء وأن يحتسب ذلك في ميزان حسناته, والله الموفق.
* سفير دولة فلسطين وممثل السلطة الوطنية الفلسطينية بالمملكة.