* بحكم عملي كصحفية اعلم عن بعض الامور وأرى بعض التصرفات من قبل البعض التي لا ترضي الله ولا رسوله فإن استطعت انكرتها وقدمت النصيحة وان لم استطع فبقلبي كما امرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن هذا الموقف الذي سأذكره الآن أوقعني في حيرة من امري وخفت ان يطالني الاثم حيث علمت بعد نقاش مع مجموعة من الاخوات ان قريبة لاحداهن تفشي اسرار عملها بدون وجه حق ولا مصلحة,, وبعد فترة من الزمن قدر الله لي ان اعمل في نفس المكان وعرفت من هي الاخت وما زالت مستمرة في الحديث عن اسرار عملها وأغلب الظن انه بحسن نية, ما حكم من تفعل ذلك؟ وماذا نفعل ممن ابتلينا بالتعرف على مثل هذه الامور بقصد او بدون قصد؟ وهي يكفي ما تخطه ايدينا من مقالات وما نقوم به من تحقيقات لانكار مثل تلك المنكرات وغيرها؟ أم علينا فعل أمور أخرى؟
- نشكر الاخت على طرحها هذا التساؤل، في البداية تقول ان بعض هذه الاعمال التي لا ترضي الله ولا رسوله، التعبير المطلوب الشرعي ان نقول: لا ترضي الله جل وعلا او لا يحبها الله، ولا نقول لا ترضي الرسول صلى الله عليه وسلم، لان الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات وهو لا يعلم ما يحصل حتى يرضيه او لا يرضيه، وإنما هذا يقال للحي الكامل الحياة، وهو الله جل وعلا وهو السميع البصير، وهو الذي يرضى اعمالا من عباده وما شرعها لهم، ولا يرضى بعض الاعمال التي نهاهم عنها.
الأمر الثاني في سؤالها (مشكلتها) تقول انها تأمر بالمعروف بلسانها ان امكن وإلا بقلبها، وأقول هذا مادل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم من رأى منكم منكراً فليغره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان , والامر الثالث في رسالتها انها تقول: ان هناك اختا تفشي اسرار عملها وانها اقتربت منها وصارت معها في نفس المجال وعرفت هذه الاخت، فأقول ان انكارها عليها: أولا افشاء اسرار العمل هذا لا يجوز، ويعتبر نوعا من الخيانة وعدم الامانة، وإفشاء اسرار الاعمال تترتب عليه مفاسد عظيمة ومضار كبيرة سواء كان يتعلق بالافراد او الجماعات، الحقيقة المسؤول العاقل صغيرا كان او كبيرا والذي لا يفشي سر عمله سواء كان عمل دولة او في القطاع الخاص او غير ذلك، أؤتمن على هذا العمل ولا يجوز له ان يفشي شيئا من ذلك.
الامر الرابع تقول من ناحية انكارها: إن ما تخطين من المقالات وما تجرين من التحقيقات وغير ذلك وما تضعين من طرح لبعض الامور التي يقصد بها بعض الناس وترتكب في المجتمع إما لتقرأ من خلال ما تكتبين، هذا أيضا اسلوب من اساليب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبالنسبة للاخت التي تشيرين إليها في سؤالك وقد اقتربت منها وعرفتها، واعتقد انك لو اتصلت بها وجلست معها جلسة اخوية توحي بالشفقة وبالرحمة وبقصد الاحسان إليها سيما وانك تقولين انها تفشي بعض الاسرار عن حسن نية، ايضا هذا مما يدعوك الى المبادرة والاتصال بها والانفراد بها وابداء النصيحة لها.