Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


نقاط فوق الحروف
أنت مثقف أم حامل فكر؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين معلم الناس الخير الى يوم الدين وعلى آله وصحبه الغر الميامين الذين حملوا امانة الاسلام, ثم اما بعد,.
مما يزيد اعجاب اي شخص ان يرى من ابناء جلدته او ابناء عمومته شخصاً يحمل شهادة عالية او يرتقي في منصب من مناصب الدولة يخدم دولته وامته من خلال منصبه.
ولنبدأ معاً نتخيل حياة هذا المسؤول في هذا البلد الذي منّ الله عليه ان جعله قبلة المسلمين ومحط انظار العالم الاسلامي، هذا المسؤول قبل مسئوليته هو ولد من ام واب مسلمين بعقد شرعي صحيح على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم, وتربى تربية سليمة المعتقد، تربى على سماع صوت المؤذن في مسجد قريته يسمع الاذان خمس مرات ينادي: حي على الصلاة حي على الفلاح، يرى والده يترك مزرعته وعمله ويذهب الى المسجد ليحضر الصلاة مع جماعة المسلمين، ويمر الزمن ويدخل هذا التلميذ المدرسة ويتعلم القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرة اولئك الرعيل الاول الذين حملوا راية الاسلام، ويتعلم السير واللغة وما الى ذلك من العلوم النافعة التي تدرس في هذه البلاد والتي لا تخفى على الجميع، وبعد اثني عشر عاماً من التعليم يصبح هذا الطفل شاباً يافعاً قوياً قد بلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، كلف بجميع التكاليف الشرعية من صلاة وصيام وزكاة- ان كان ذا مال- وكذلك فرض عليه الحج ان استطاع الى بيت الله سبيلاً.
وبعد هذا العمر المديد يتخرج هذا الشاب من الثانوية العامة ويدور في خلده ان يتجه الى احدى الجامعات ليواصل دراساته العليا بالجامعات المنتشرة في هذه البلاد - ادام الله عليها امنها ورخاءها - وبعد انهاء الدراسة الجامعية يلتحق باحد القطاعات في هذه الدولة لينضم الى اخوة سبقوه في مجال العمل ليخدم من خلال هذا العمل دينه وامته ووطنه، يكون ولاؤه لله سبحانه وتعالى ثم لهذه البلاد التي ترعرع على ارضها ونعم من خيراتها.
وبعد ذلك كله اصبح رجلاً صاحب مسؤولية في وطنه وصاحب مسؤولية في منزله الصغير، وتتاح لهذا الشاب فرصة الابتعاث الى الخارج ليكمل دراسته ويرجع الى هذا البلد لينفع الله به في مجال تخصصه أياً كان، وعند مغادرة هذه البلاد الى الخارج لتمام دراسته يلتجىء الى الله تعالى ويسأله التوفيق والسداد ويتمنى منه تعالى ان يعود الى هذه البلاد سالماً معافى، سافر هذا الشاب من هذه البلاد ومعه الايمان القوي والعقيدة الراسخة، ويرى ما يرى في تلك البلاد ونحن ننتظر منه ان يكون رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فينشر الدين بقدر علمه متخذاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية ننتظر اخباراً من تلك البلاد عن هذا الشاب ونشاطاته في الدعوة الى الله تعالى ندعو الله دوماً له بالتوفيق ويرجع هذا المبتعث بعد بضع سنين ببضاعة مزجاة، هناك باع مبادئه وباع قبل ذلك دينه وعقيدته وقلد الغرب في تصرفاتهم واصبح مثل الغراب عندما اتى ليقلد مشية الحمامة فأضاع مشيته ومشية الحمامة فأصبح يقفز هنا وهناك، والاغرب من ذلك انه يريد ان يقلده اهله واقاربه، وهو يتحدث عن الغرب وعمّا رآه ويرغب ان يقتدوا به، وقد اصابتهم الدهشة من تصرفاته وما هو عليه، اهذا العلم الذي رجعت به من الغرب؟! كنا ننتظر ان تأتي بأحسن ما لديهم وتنقل اليهم احسن ما عندك الاسلام واذا بك اتيت بأقبح ما لديهم وضيعت افضل ما تملك الدين ، وعندما رجعت قلت للناس انا مثقف فأي ثقافة حملت الينا؟ وأي فكر اتيت به الى مجتمعنا؟ فنحن والله في غنى عن كل ما اتيت به ولسنا في حاجة اليه، وعندما تناقشه او تفتح له باب النقاش تجده خاوياً معتزاً بشهادته وعاجزاً عن الرد عليك، وتضيع ثقافته وهو يردد دائماً: لو ان حماراً ربطته في تلك البلاد لتأثر، فكيف بي؟! اقول له: نعم والله انك لصادق فيما قلت، لان الحمار لا عقل له يفكر به، وانما هو متبع لشهوته، فأينما تقوده شهواته سار اما الانسان فهو يحكم عقله فيما يصلح له ولا يفرط ابداً في دينه وعقيدته، واقول كلمة اخيرة وهي: من اختار مثلاً لنفسه حماراً هل يعقل ان يقال له مثقف؟ وان كان هذا يعقل فكم لدينا من مثقفين ؟ هذا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
محمد بن مصلح الغامدي
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة المندق

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved