Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


في الهدف
ترشيد الإنفاق من هدي الشرع ونهج العقلاء باتفاق
الشيخ/ عبدالله بن صالح القصيّر

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى قد جعل المال الصالح قواما للحياة فنعم المال الصالح للرجل الصالح يكف الله به وجهه عن الحاجة إلى الناس ويصل به الرحم ويحسن به على المسكين وذي الحاجة ولذا أمر الله تعالى بطلبه من حله وبذله في حقه, وشرع من الاحكام ما هو من وسائل حفظه وزيادته ونمائه واتقاء شره وخطره, ومن التوجيه الرباني الكريم بهذا الصدد قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقوله سبحانه: (ولا تبذر تبذيرا* إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) وقال تعالى - في صفة عباد الرحمن والثناء عليهم بكريم الخصال وجميل الفعال -: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) وخاطب نبيه - صلى الله عليه وسلم وهو خطاب عام للامة - بشأن الانفاق فقال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) فتضمنت هذه الآيات الكريمة أموراً:
الأول : النهي عن التبذير، ووصف المبذرين بأنهم اخوان الشياطين الكافرين تحذيرا من هذا النهج الفاسد من الانفاق، فإن التبذير هو صرف الاموال في غير وجه شرعي ومن ذلك:
1- إنفاق الاموال في ظلم الناس لقصد الاضرار بهم كانفاقها في الخصومات الظالمة والحيل الباطلة والمكائد التي يقصد بها أخذ اموال الناس ظلما، كبذلها للمحامين المبطلين، والمسؤولين المرتشين، والسماسرة المحتالين.
2- بذل الاموال في الاضرار بالنفس كانفاقها في المسكرات والمخدرات والزنا وكل ما فيه اضرار بالنفس ومخاطرة بها.
3- انفاق الاموال في الربا والقمار واليانصيب والمسابقات التي لم يرد الشرع باقرارها ونحو ذلك مما هو من ضروب اللعب بالاموال من غير سبب له وجه شرعي، كالافراط في شراء الاغراض التي لا حاجة لها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اضاعة المال وابدى وأعاد في الحث على حفظه وصيانته والتحذير من انفاقه في غير وجه شرعي.
الثاني: النهي عن الاسراف - وهو الزيادة عن الحاجة في الانفاق في الامور المشروعة - فلا يجوز الاسراف في المآكل والمشارب والملابس والولائم العامة او الخاصة ولا في غير ذلك بل يقتصر على القدر المناسب حذرا من العقوبة وطلبا للمثوبة وحفظا للنعمة، فإن الاسراف من اعظم اسباب زوال النعم، وتبدلها بالنقم، وشقوة في الآخرة كما توعد الله بذلك المترفين من الامم.
الثالث: التوسط في الانفاق فلا تبذير، ولا اسراف، ولا بخل، ولا تقتير صيانة للدين، وحفظا للمال، وعملا بالآية، وتحريا لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: كل واشرب والبس وتصدق في غير سرف ولا مخيلة وخير الامور اوساطها.
فإذا روعيت هذه الامور الثلاثة عند الانفاق كان ذلك من نهج السداد واسباب صلاح المعاش والمعاد، وحفظت الاموال ولم تعرض للزوال، وإذا كان ترشيد النفقات والاستهلاك من سياسات الحكومات الرشيدة فإنه من الافراد من الخصال الحميدة، والاجراءات السديدة، التي تحفظ بها الكرامة وتتقي بها القلة والعيلة فما عال من اقتصد، والسعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved