Friday 8th October, 1999 G No. 9871جريدة الجزيرة الجمعة 28 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9871


نور الحق
إمام المسجد بين الأمس واليوم
يكتبها بالإنابة: الشيخ د, علي بن محمد العجلان*

المسجد له قدسيته في الاسلام فهو منار إشعاع ومصدر توجيه وموطن عبادة يقصده المسلمون في اليوم والليلة خمس مرات لاداء الصلوات المكتوبة، يتلون فيه كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم، ويتلقون فيه العلم الشرعي الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف الامة قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال,,,) إلى آخر الآية, لهذا استحق هذا المكان الطاهر من كل المسلمين العناية والاهتمام وخصوصا من قبل القائمين على شؤونه من مشرفين وأئمة ومؤذنين وخدم, وقد حظيت المساجد في بلادنا المباركة وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين بمزيد من الرعاية والعناية حيث اولت حكومتنا الرشيدة ممثلة بوزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد جانب المساجد جل اهتمامها وعظيم عنايتها، حيث سعت إلى انشاء المساجد وتأمينها بالاثاث اللازم وأسندت نظافتها وصيانتها إلى مؤسسات متخصصة، وقامت بتعيين منسوبين لها على مستوى من الاهلية والصلاح والعلم بأحكام الدين والعبادة، وعقدت لهم الدورات التدريبية وسعت إلى إنشاء المعاهد الخاصة بهم لزيادة معلوماتهم وتعريفهم بما يجب ان يقوموا به في كافة واجباتهم وأعمالهم, ولا شك ان امام المسجد عليه مسؤولية كبيرة نحو مجتمعه وجماعة مسجده، فهو محل قدوة وتوجيه, ولقد كان إمام المسجد في السابق يسمى المسجد والحي باسمه فيقال مسجد او حي فلان نظرا لعنايته بالامامة وملازمته لعمله ونشاطه في الدعوة إلى الله وتوجيه المصلين والقيام على شؤونهم من عقد الانكحة واصلاح ذات البين وتعليمهم مالا يسعهم الجهل به في امور الدين حتى حظي بالحب والتقدير من الجميع وصارت له مكانة عالية في مجتمعه وهو مجد ومجتهد في عمله رغم عدم تخصيصه بأي مكافأة وان وجدت فهي قليلة وضئيلة، وانما كان الدافع لذلك الاحتساب وحب الدعوة إلى الله وارشاد الناس وتبصيرهم بامور دينهم ودنياهم واما اليوم فقد حصل للمساجد والائمة والمؤذنين نقلة حضارية هائلة من حيث العناية ببيوت الله وعمارتها على احسن فن معماري وتأمين ما تحتاجه من التكييف والانارة والفرش ودورات المياه وغير ذلك من الخدمات، وأغلب المساجد اليوم يتولى الامامة فيها رجال طلبة علم من خريجي جامعاتنا وفروعها المنتشرة في مناطق مملكتنا الغالية من ذوي التخصصات الشرعية والمؤمل فيهم ان شاء الله ان يكونوا خير خلف لخير سلف بالاجتهاد والحرص على مصالح جماعتهم وارشادهم وتوجيههم وتعليمهم ما يعود عليهم بالخير,, وحكومتنا ايدها الله تبذل الغالي والنفيس للعناية بالمساجد ومنسوبيها في كل موقع,, وتوجيهات الوزارة تقضي بمتابعة منسوبي هذه المساجد بواسطة مراقبي المساجد للتأكد من أنهم يؤدون اعمالهم وفق التعليمات المبلغة لهم من مقام الوزارة، واذا وجد من أحد تقصير او اهمال يكمل اللازم معه وتتم محاسبة المقصر والزامه بالقيام بواجبات وظيفته، وأحيانا نقرأ ونسمع بعض الانتقادات واللوم الذي يتعرض له أئمة المساجد والمؤذنون سواء من عدم التقيد بالاعمال والواجبات او لتصرفات اخرى تتعارض مع هذه المبادئ والواجبات وما يجب ان يكون عليه الامام والمؤذن من الورع والشعور بالمسؤولية ونظرة المجتمع اليهما كمحل قدوة وتوجيه، فهذه حالات شاذة يتم العمل على تصحيح اوضاعها متى وجدت,, وتلقى المساجد من المسؤولين في الوزارة كل المتابعة والاهتمام.
نسأل الله سبحانه ان يعين الجميع على اداء الواجب وان يجعل الاعمال والاقوال خالصة لوجهه الكريم صوابا على منهج رسوله صلى الله عليه وسلم,, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* المدير العام لفرع وزارة الشؤون الاسلامية بمنطقة القصيم.

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved