عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
الغيبة والنميمة خصلتان ذميمتان وكبيرتان من كبائر الذنوب لايمارسهما الا الكفار والمنافقون وضعيفو الايمان فلايليق بمسلم يخشى الله ويخاف عقابه ان يجعلهما بضاعة يروجها بين المسلمين للافساد بينهم وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم الغيبة بقوله الغيبة ذكرك اخاك بمايكره قيل: ارأيت ان كان في اخي ما اقول فقال: اذا كان فيه ماتقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ماتقول فقد بهتّه وذم الله عز وجل الغيبة فقال تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله ان الله تواب رحيم ورد الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها لما قالت له: حسبك من صفية انها قصيرة فقال: لقد قلت كلمة لومزجت بالبحر لانتنته , اما تعريف النميمة فانه مشي النمام بالنميمة بين اثنين يقصد الافساد بينهما , وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم النمام بانه ذو الوجهين الذي يأتي هذا بوجه وياتي الآخر بوجه يقصد الافساد بينهما وحذر الله رسوله والمؤمنين من طاعة النمام فقال عز من قائل ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم فالنمام شيطان من شياطين الانس وشره اخطر من شيطان الجن لان كيده ومكره عظيم وقوي وكيد شيطان الجن ضعيف وهزيل كما اخبر الله, فكم فرق النمام بين الاحبة والخلان والأهل والاقارب والارحام ودس انفه بين الاصدقاء والجلساء والاقران والجيران وكم مشى النمام بالنميمة القذرة بين زملاء العمل فأفسد مابينهم من زمالة ومودة وزرع بدلا منهما الحقد والضغينة والخوف والتوجس وكم سعى بها بين الرؤساء ومرؤوسيهم فأوغر بها الصدر بالمكر والكيد والخداع, فهو كالاجرب والمجذوم يجب الحذر منه والابتعاد عنه والحجر عليه حتى يشفى من مرضه او يموت فيريح عباد الله من شره وأذاه اعاذنا الله من المغتابين والنمامين ونرجو الله لهم التوبة والغفران والاقلاع عن هذه العادة السيئة والقبيحة, وان يعودوا الى رشدهم ويتداركوا امرهم قبل ان يأتي يوم لاينفع فيه مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم,والله المستعان.
محمد بن عبدالله الفوزان
الغاط