تعقيباً على ماذكر في جريدة الجزيرة في يوم الثلاثاء تاريخ 11/6/1420ه وفي العدد (9854) في صفحة (عزيزتي الجزيرة) بعنوان الجفوة بين الآباء والابناء، الذي كتبه الاخ الفاضل فهد بن عبدالله الراجحي فإنه من الجميل ان يطرح مثل هذه المواضيع الاجتماعية في صحافتنا حيث ان هذا الموضوع يمس حياتنا الاجتماعية الواقعية ويعالج مشكلة قائمة، وماكتبه الكاتب في مقالته كلام رائع،وضع فيه حلولاً جيدة تنبىء عن عقلية تربوية ممتازة، ولكن اضيف سببين اولهما: ان هذه العلاقة في اعتقادي لاتقوم بالشكل الذي يرضي الطرفين الا بعد ان يحترم الابن والده ويعترف بانه في حاجة ماسة لابيه مهما وصل الابن الىدرجة كبيرة من النجاح لان حق الوالدين كبير من الناحية الدينية وكذلك من الناحية الاجتماعية والانسانية لانهما هما اللذان اوصلاك بعد توفيق الله الى ما انت اليه من نجاحات، واذا حصل خلاف بينهما في الامور الحياتية فعلى الابن احترام رأي ابيه حتى لو خالفه وعليه توصيل رأيه الى ابيه بشكل لايقدح فيه برأي ابيه او الاستنقاص منه لكن يبرر ايجابيات رأيه ويخبر اباه ان الحل بيده اولاً واخيراً وثق ثقة تامة انك اذا عملت مثل هذا العمل راجياً بذلك رضا الله جل وعلا فلك الاجر من الله، ويهيىء لك ولابيك بإذن الله التوافق الدائم.
ثانيهما: على الاب ان يربي ابنه تربية صالحة ناجحة ترضي الله جل وعلا يحث بها ابنه على فعل اوامر الله واجتناب نواهيه وينبغي على الاب ان يكون مع ابنه قلباً وقالباً وان يغرس في ابنه حب بر الوالدين منذ الصغر فهذا طريق من الطرق التي تحث الابن على البر واحترام والديه وذلك بعد الدعاء وعلى الاباء احترام آراء الابناء فإن في ذلك زرع الثقة في نفوسهم والاقتناع بآرائهم، فإن ذلك يجعلهم قادرين على اصدار القرارات الحياتية مستقبلاً بكل ثقة وجرأة على تحمل مشاكلهم مستقبلياً وأرى ان الاب لايعارض الابن كثيراً في امور ليست ذات اهمية لدى الاب لكنها في نفس الابن مهمة.
وختاماً على الوالد والولد معرفة انه لاحياة بدون مشاكل لقول الله تعالى (ولقد خلقنا الانسان في كبد) انما هذه اقتراحات وآراء أعتقد انها تجعل الحياة والعلاقة بين الابن وابيه خالية من المشاكل الكبيرة واما الصغيرة فلا اعتقد ان بيتاً يخلو منها وليس معنى هذا ان نقف مكتوفي الايدي لانحاول ان نجعل حياتنا مثالية وعلاقتنا مع والدينا تزداد من حسن الى احسن, هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.