عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد,,.
قصة زوج قد لاتصدقونها!! عنوان مقال الكاتب عبد الرحمن سعد السماري الذي نشر في العدد الصادر يوم الاربعاء 12 جمادى الآخرة,.
ولعل أغلبية القراء شدهم هذا المقال بالذات ذلك لأنه يمس مخلوقا حساسا مرهفاً اعطاه الله الكثير من المشاعر الطيبة والقوية حتى تستطيع ان تتفاعل وتتعامل مع حياة الزوج والابناء، هذه المخلوقة المسكينة تقول بعد ان انكوت بنار العذاب (لقد ضاقت بي الدنيا مع هذا الزوج العنيف الشرس الذي ينقض علي في اكثر الأوقات كالوحش الشرس ويضربني في كل ناحية من جسمي وبأي آلة يحملها وبأي شيء يقع امامه، ساعة بالمكنسة,, وساعة بالحذاء وساعة بالفنجان,, الى آخر قولها).
ان هذه الزوجة المغلوبة على امرها ليست إلا كالحمامة الوديعة اصطيدت ونتف ريشها وهي حية إذ ان هذا الرجل الزوبعة لاينطق الا بلغة العقال!!
إن هذا الزوج أرى انه قد عاش في طفولته وهو يرى والده العصبي او أمه العصبية، حيث تنعدم لغة التفاهم والحوار فشب في منزل اساسه التوتر والخوف,, واحيانا تكون الظروف الحياتية ومشاكلها هي التي صنعت منه إنسانا عصبي المزاج متوترا دائما,.
الزوجة التي تبتلى بمثل هذا الزوج العنيف تجد صعوبة بالغة بالتفاهم معه حيث لاتدري بأي اسلوب تتعامل وأي اسلوب يجدي بنتيجة ايجابية فنجدها تحاول في البداية ان تصل الى قلبه بالحب والود ولكن لا فائدة!! وبعد كل حالة اعصاب متهورة يهجرها لعدة ايام ولا يحس بها وان سألته اين كنت يشتمها قائلا انا محتاج ارتاح,, نفسيتي تعبانة منك ومن عيالك، يله ضفي وجهك!!
ومن ثم يبدو الزوج كالثور الهائج يريد ان يقاتل,, يريد ان يفجر هذا الكبت الذي في داخل نفسه المهترئة والتي أطفئت كل انوارها في الظلم والاضطهاد,, ومن الضحية بعد ذلك الابناء هم الضحايا الحقيقيون لمأساة رجل اضطهد امراة، ابناء حرموا من الحب والحنان اللذين هما أهم شيء يحتاجه الابناء من والديهما، اطفال قد تكون شخصياتهم بعد ذلك مهزوزة ومذبذبة وانطوائية، اطفال وقعوا ضحايا منظومة قوانين اب ظالم لايعرف سوى المقارعة بالعنف وبالإهانة والتحقير,, أب يسلخ جلود ابنائه دون سبب يذكر,, والأدهى والأمر من ذلك هو ان هذا الأب المتسلط بكامل قواه العقلية, ومن منطلق ذلك على الزوجة التي رزقت بزوج ماركة الكبريت الذي يشب من أول مرة ان تتسلح بالصبر فلعله يحس بمدى ظلمه لها ويعوضها عن صبرها ثم انه اولاً واخيراً اب لأطفالها وهذا الاختيار نابع من ارادتها,, وان تعامله بالحسنى والابتسامة الجميلة والكلمة الطيبة مهما فعل بها وألا تيأس وتشتكي وتحاول وهي متفائلة وان تجتهد بذكاء وفطنة لاكتشاف اسباب هذه العصبية اذ ما منشؤها؟!! وعل عصبيته هذه معها هي فقط وفي الخارج يكون محترم السلوك والالفاظ والتعابير؟!! ام يكون التقصير منها بأداء أحد واجباتها عليه؟! أو بسبب المادة؟! وهكذا,, لابد من المحاولات فلربما يكون الزوج معذوراً فمن الممكن ان يكون إنساناً حساساً كتوماً بعض الشيء ويرى زوجته مقصرة في حقه ولايريد ان يصارحها بما في نفسه مراعاة منه لمشاعرها,, وفي كل مرة ينتابه هذا الاحساس ويضايقه الى ان تحول هذا الاحساس الى حقدٍ وكراهية.
وبعد الزوجة عن زوجها ولو لفترات بسيطة يجعله يعيش حياة قاسية ومؤلمة فيها الكثير من الاحباطات فنراه يتخبط في سلوكيات شاذة خارج المنزل يبحث مثل الطفل عن الحب والحنان وتدور العجلة والجميع يلوم الجميع، هذا الحديث لايخص ويعني الزوج المتسلط فقط انما يشمل ايضا كل اب وأخ مسئول عن نساء.
وللزوجة اقول،، لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
ولكم فائق التحيات
بدرية القاسم
عنيزة