Wednesday 6th October, 1999 G No. 9869جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9869


اللوبي العربي ومعرض ديزني
د, خليل بن عبدالله الخليل

يعاني العرب في مشارق الارض ومغاربها من مشكلة القدرة على التخلص من القطيعة فيما بينهم مثلما يعانون من عقدة الدعوة إلى المقاطعة لشركة ديزني او غيرها في كل مناسبة تطرأ,, ولو كانت صغيرة.
قبل ايضاح هذه المعادلة التي لازمت العرب في احتكاكاتهم مع الآخرين منذ منتصف هذا القرن الوشيك على الانصرام اود إيضاح ان ما قامت به الدول والمنظمات العربية والاسلامية تجاه معرض ديزني الذي سيقام في ولاية فلوريدا الامريكية بشأن معرض اسرائيل الذي تضمن صورا وعروضا للقدس على انها العاصمة الابدية للدولة العبرية امر مطلوب بصرف النظر عن النتائج وذلك ان ردود الفعل المدروسة المحسوبة يمكن ان تقود الى نتائج ايجابية على المدى البعيد، فالسلبية ليست حلا بل هي ما يريد الخصوم ليخلو لهم الجو.
من هنا فإن الحملة المحمومة على المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية لاشتراكهما في المعرض لا مبرر لها عند الاحتكام للمنطق.
وإن المطلع على احوال الاقليات العربية والمسلمة في الغرب عامة وأمريكا خاصة يدرك ان الظروف متهيئة للتأثير على الرأي العام من خلال تقديم المعلومات الصحيحة والرؤى المعتدلة عن القضايا العربية والاسلامية الحيوية مثل قضية القدس وكشمير وكوسوفو والارهاب، ويعرف انه يمكن مواجهة اللوبي الصهيوني على المدى البعيد، ويعرف أن هناك نقصا هائلا من المعلومات لدى صُناع القرار في مختلف القطاعات العلمية والاجتماعية والسياسية في الغرب، ويعرف ان المتصدي لمهمة الدفاع عن العرب والمسلمين في الغرب من افراد وهيئات يعانون الأمرين من اجل الحصول على مقابلة سفير لدولة او للقاء زعيم عند زيارته لتلك الدول,, وان حدث اللقاء فهو اما بروتوكولي يخلو من التفاعل ازاء المشكلة او انه عاطفي لا يتعدى حدود التفاعل المؤقت والوعود الشفهية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
هذا لا يعني ان الدول جميعها لم تقدم شيئا ولا يعني ان المنظمات العربية الاسلامية لا تتحمل جزءا من المسؤولية, لا أبداً فهناك دول قدمت الكثير والمنظمات المعنية وقعت في اخطاء شنيعة اثناء مسيرتها فهي لم تلتزم بالحياد في علاقتها مع الدول العربية والاسلامية، وحشرت نفسها في القضايا الشائكة في الشرق الاوسط بمعنى انها لم تركز على مهماتها الاساسية في الدول التي تعيش فيها, كل ذلك حصل ويحصل ومع ذلك قضية القدس في ديزني وغيرها من القضايا المتفجرة كل شهر او كل اسبوع تظهر بوضوح اهمية اللوبي العربي والاسلامي الذي نستطيع القول بأنه يملك الكوادر البشرية القادرة والعقلية الناضجة، والاسباب الداعية لصناعته ودعمه وتبنيه.
صحيح ان اللوبي العربي لم يتبلور بعد من الناحية المؤسسية ليصل إلى مستوى الاحداث بالرغم من الحاجة الملحة إليه والقدرة على بلورته، إلا انه في الوقت الحاضر قادر على الحياة والنماء والتأثير ويمكن ان يصل إلى المستوى المطلوب مع مرور الايام والشهور.
تشعر الاقليات العربية والمسلمة في الغرب في الوقت الحاضر بالقدرة وبالقوة ولها انجازات ومساهمات في المجتمعات الغربية تجعل تجاهلها في الخارطة الاجتماعية والسياسية والاعلامية ضربا من الهدر، والمخاطرة والمؤسسات القائمة مثل منظمة العرب الامريكان ضد العنصرية ADC أو المجلس الاسلامي الامريكي AMC او منظمة كير CARE أو منظمة المسلمون الأمريكان من اجل القدس أو منظمة إم باك إنما هي منظمات ولدت في ظروف صعبة وقامت على مجهودات افراد واعتمدت على قدرتها الذاتية المحدودة,, ومع ذلك حققت للعرب والمسلمين الكثير من الانجازات,, ويمكن ان تحقق اكثر لو توفر لها الدعم الادبي الجاد والعون المادي النزيه اللذان لا يُدخلان هذه المنظمات وغيرها في الساحة في متاهات الخلافات العربية - العربية والاسلامية - الاسلامية.
لقد أصبحت الاقليات حقيقة دينية واجتماعية وسياسية في الدول التي تعيش فيها وهي قادرة على التصدي للقضايا الساخنة مثل معرض ديزني وغيره ان هي دعمت وأعطيت الفرصة للنماء والعطاء.
من هنا فإن التحدي القائم والقادم هو قدرة العرب والمسلمين على التغلب على عقدة القطيعة مع تلك الاقليات المنتشرة في انحاء العالم لوجود مبررات متعددة مثل صعوبة الثقة لقادات المنظمات ووجود مواقف سابقة من البعض إزاء بعض الدول ابان ازمة حرب الخليج الاولى والثانية ولتشنج بعض القيادات لتلك المنظمات في بعض المناسبات ازاء دول او حكام ووو,,,الخ.
كما ان قيادات الفكر والسياسة لتلك الاقليات تنزع إلى المطالبة بمقاطعة الدول العربية والاسلامية لشركات ودول وأشخاص وهيئات ولاسباب تافهة او جانبية وكأن المقاطعة هي الخيار الاوحد والافضل عند كل نازلة ولو كانت الدول المعنية هي الخاسر الاول للمقاطعة، مما يدل على ان تلك القيادات او بعضها مازالت تعيش في توهميات الاقليمية والقومية والميل للثورية الفكرية وسواها مما لايقوم على اساس الحسابات المدروسة.
المهم ان الصوت العربي المعقول مازال مغيبا واللوبي العربي والاسلامي يمكن ان يسهم في المواجهة المشروعة,, مع طول نفس,, يحافظ على المكتسبات ويكسب مزيدا من الساحات لصالح الامتين العربية والاسلامية, هذا اللوبي المنشود يحتاج الى ارادة وإلى دعم يوظف الطاقات المخزونة والعواطف المشحونة للدفاع عن القضايا الحيوية، وللتواصل بين الامة في مشارق الارض ومغاربها، فهل الى مبادرة من سبيل؟
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved