أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله وأيده - عن امل عريض في ان تحقق الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة عبر مداولاتها الجادة الاهداف الخيّرة منها وخاصة الامن والسلام الدوليين وفي مقدمة ذلك الامن والسلام في الاراضي العربية بما في ذلك اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف.
كما أعرب - حفظه الله - خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء الموقر اول امس عن الامل في نبذ الحروب والاقتتال بين الدول والشعوب من اجل ارساء دعائم التعاون المثمر على درب التكامل والنماء والبناء للاسرة الدولية جميعا.
وهذا هو - حقيقة وواقعا - جوهر رسالة المملكة التي استوحت مبادئها وأهدافها ومنهجها التطبيقي من تعاليم الشريعة الاسلامية السمحة التي جاءت للعالم وللبشرية بخير واصدق وأسمى دعوة لطهر القلوب، وصفاء النفوس ونقاء السرائر حتي تخلص النيات بين بني آدم للتعايش معا في تعاون وتعاضد يظللهما الامان، بالامن والسلام بين الجميع.
والمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني، هي الاصدق قولا وفعلا وتوجها نحو العالم الخارجي بالدعوة لرسالة الامن والسلام، لانها أنجح الدول المعاصرة تجربة في قبول تحديات العمل الوطني في طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق اكثر الانجازات التنموية اثرا في حياة شعبها حتى حققت الكفاية من كل شيء ومدت يدها بالفوائض إلى شعوب شقيقة وصديقة محتاجة للعون والدعم والمساعدة في خطواتها على طريق التنمية والتقدم.
ان كل جانب من جوانب تجربة المملكة التنموية على صعيد الانتاج والخدمات، او على صعيد الامن والسلام الاجتماعي والاستقرار السياسي، او على صعيد بناء العلاقات المثمرة مع الدول الاخرى وتعاونها الثنائي والجماعي، في اطار المؤسسات الاقليمية او الوكالات المتخصصة للامم المتحدة, ان تجربة المملكة في كل جانب من هذه الجوانب يشهد بجهود المملكة بالنجاح مما اثار اعجاب قادة وشعوب دول العالم، وأهّلَ المملكة لتكون على الدوام محطة توقف لقادة دول العالم فلا يتجاوزون رأيها فيما يتعلق بصنع قرار ما يتعلق بحماية الامن والسلام ودفع الظلم عن المظلومين واحقاق العدل ورد الحقوق لاهلها.
وانطلاقا من هذا الرصيد من النجاح الداخلي والخارجي، يتفهم العالم من حولنا اهمية، بل وقيمة ما اعرب عنه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - من الامل الصادق في ان تحقق الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة اهدافها الخيرة بالوصول إلى قناعة مشتركة بين جميع الاعضاء في المنظمة بأهمية بل وضرورة نبذ الحروب والتضامن معا لخدمة الامن والسلام، والتعاون في ظلهما على ما فيه خير جميع شعوب الارض بعيداً عن الهيمنة والتدخل غير المبرر في شؤون الآخرين بما يعرقل الجهود المبذولة من اجل تلك الأهداف.
الجزيرة